«على أعراقِها تجري الجِيَاد»

ت + ت - الحجم الطبيعي

رسّخ المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فكرة التضامن ولمّ الشمل وتجاوز الخلافات، كونها أولوية في نهج السياستين الداخلية والخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وله، يرحمه الله، في قلب كل عربي مكانة خاصة، فقد عرفناه وعرفوه قائداً حكيماً، يدرك أن قوتنا في وحدتنا، وضعفنا في فرقتنا، قائداً حريصاً على أن تكون لغة الحوار هي التي تنزع فتيل أي خلاف مهما اتسع. لقد علّمنا، طيّب الله ثراه، كيف تكون الأخلاق، فهل يظن أحدهم أياً كان أنه يمكنه حجب نور شمس أخلاقك في رابعة النهار يا زايد"وإحنا عيالك"؟!

لقد تجلّت أخلاق زايد، التي تحلّى بها، يرحمه الله، التي رُبّينا عليها، في تصريحات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في ما يتعلّق بالترّهات، التي أطلقها القرضاوي، المقيم في دولة قطر، تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي أكد فيها سموه أنه ليس هناك أي خلافات بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر الشقيقة، وعبّر عن عمق العلاقات التي تربط البلدين، واضعاً حدّاً للأقاويل و"سوء الفهم" كما سمّاه، حيث قال سموه "قطر إخواننا..

قطر أهلنا، وقطر جزء من مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وأنا شخصياً لديّ علاقة مميزة مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، ولديّ ثقة كبيرة بالشيخ تميم في أنه يرى أن مصلحة قطر من مصلحة دول مجلس التعاون"، مشيراً إلى أن الاختلاف قد يحدث بين الأشقاء في البيت الواحد، لكنه لا يمكن أن يفرّقنا شيء عن أهل قطر إخواننا.

لقد أوضح شيخنا للعالم أننا يد واحدة، وأن أبناء العمومة لا تفرّق بينهم أصوات شاذة هنا، أو مزايدات هناك، هذه هي أخلاق الإسلام.. هذه هي أخلاق عيال زايد.. هذا هو رجل الدولة.. رجل السياسة، رجل الحصافة والأخلاق.

لقد ساءنا نحن الإماراتيين التحريض والاتهامات والادّعاءات الباطلة، التي وُجّهت إلى دولتنا الحبيبة، وهذا التطاول الذي يهدف إلى إثارة الشقاق والفتنة بيننا وبين أشقائنا في قطر الغالية، ولا شكّ في أن بعضهم قد جرفته الحماسة في الرّد، ودحض هذا التّجني، وبدأت الألسنة تنطلق هنا وهناك بين شدّ وجذب، وبدأ غبار الحيرة والاستغراب والألم يتصاعد، ولكن قبل أن يعمي الأبصار، وقبل أن تبدأ الأمور بالاتساع والتشعّب، سرعان ما انقشع الغبار عن فارس عربي؛ تربى على يد زايد.. ونهل من فكر زايد.. وتحدَّثَ إلينا كزايد، تدخل ليُطمئن القلوب، ويمحوَ تلك الغيمة عن النفوس، تدخّل شيوخنا الكبار بأخلاقهم.. الكبار بحرصهم على درء الفتن.. تدخّل سمو ولي عهد أبوظبي بوضوحٍ أزال ضبابية الرؤية، ووضع حدّاً لكل مغرد خارج السرب.

فكانت كلماته كعصا موسى، عليه السلام، التي قضت على كل سحر، قد يَزرع الفتنة بين"أهل البيت الواحد".

لقد وعى شعبا دولتي الإمارات وقطر، الرسالة التي وجّهها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وعادت الأمور إلى نصابها. لقد أوضحت كلمات سموه مرة جديدة، سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه أشقائها، وأكدت تمسكنا بإسلاميتنا وبقيمنا وبعاداتنا، التي لن نحيد عنها يوماً تحت أي ظرف.

هؤلاء هم قادتنا يا سادة.. هؤلاء هم أبناء الإسلام.

هؤلاء هم أبناء الإمارات.. هؤلاء هم "عيال زايد".. و"على أعراقِها تجري الجِيَاد"، كمال يقول المثل العربي الأصيل.

Email