نبض الشارع

الأمية المخزية ومستقبل التنمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في بلدٍ تتفاقم فيه "الأمية" بصورة أضحت "مخزية"، بحسب وصف الحُكومة المصرية على لسان وزير التخطيط أشرف العربي، لا يُمكن أبدًا التزحزح خُطوة للأمام نحو المستقبل المنشود، إلا بالقضاء على الظاهرة التي شكّلت وتُشكل عائقًا رئيسيًا أمام مُخططات التنمية والاستقرار، وتُعتبر الركيزة الأساسية للجماعات الظلامية التي لا تُريد خيرًا ولا استقرارًا لبلدنا.

والظاهرة في جوهرها أخطر بكثير من الإرهاب الذي يضرب الوطن الآن، وأخطر من انتشار الفكر التكفيري والجماعات الخارجة من غياهب القرون الماضية، إذ يُشكل الأميون ملاذًا آمنًا لأصحاب ذلك الفكر، سواء عبر استخدامهم في تنفيذ مُخططاتهم على الأرض، باسم الدين وبخطاب يُراد به الباطل أو عبر تجييشهم نحو فكرة أو هدف أو مُرشح.. إلخ.

ومن ثمَّ فثالوث المطالب الثورية الذي أشهر في وجه النظام الأسبق "عيش- حرية- عدالة اجتماعية"، لن يأتي ثماره، إلا إذا تناغم ذلك كله مع وجود استراتيجية رئيسية تُترجم اهتمام الدستور الحالي بالتعليم وزيادة الوعي، وحماية الأجيال القادمة من تُجّار الدين، الذين يترعرعون في مُناخ يسوده الجهل والأمية.

Email