الاستثمار في التعليم

حرصت الإمارات على تطوير التعليم وتكامل نظمه ومناهجه، لأجل الارتقاء بجاهزيته في بناء اقتصاد معرفي قوي، فقدمت الدولة مبادرتين رائدتين، الأولى هي إنشاء الهيئة الوطنية للمؤهلات، والثانية إنشاء مركز أبوظبي للتعليم والتدريب الفني والمهني، فمن أهم أهداف الهيئة تطوير استراتيجيات وسياسات للمؤهلات العلمية في كل مستوياتها، شاملة التعليم العام والعالي والتعليم الفني والمهني، وكذلك وضع المعايير المطلوبة للانتقال بين هذه المسارات العلمية داخل الدولة وخارجها، وقد ساعد على تحقيق ذلك اعتماد الهيئة منذ البداية على المعايير الدولية المعتبرة في هذا الخصوص،

كما تهدف الهيئة بهذه المعايير والآليات إلى تشجيع الطلبة والموظفين وجميع أفراد المجتمع على مواصلة التعليم، وتطوير قدراتهم وكفاءاتهم المهنية مدى الحياة. ومن جانبه، يهدف مركز أبوظبي للتعليم والتدريب الفني والمهني إلى وضع السياسات والاستراتيجيات والمعايير العلمية والعملية المرتبطة بالتعليم الفني والمهني،

فأصبح منذ اليوم الأول لإنشائه يقدم الدعم والمشورة والقيادة الاستراتيجية لمعهد التكنولوجيا التطبيقية، ومعهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني، فالأول معهد فني تقني يصوب مناهجه تجاه تخصصات الهندسة والتكنولوجيا، ومن ثم يتخرج طلبته ليلتحقوا في الكليات والجامعات ذات التوجه نفسه، مثل جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، والمعهد البترولي، وكلية مصدر للعلوم والتكنولوجيا، وكليات التقنية العليا، وكليات الهندسة في بقية الجامعات.

كما يسعى المعهد إلى تأهيل طلبته المبدعين والمميزين لكي يكونوا قادة وعلماء مؤثرين في تطوير مبادرات ومشروعات التنمية المستدامة في قطاعات الأعمال المختلفة، وفي الجانب الآخر، تم تصميم مناهج معهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني، بما يتناسب مع الاحتياجات المهنية ومتطلبات الشركات والمؤسسات، فيقدم شهادة الدبلوم والدبلوم العالي في تخصصات متعلقة بالموارد البشرية وإدارة المشروعات والتصميم الداخلي، وتصميم الملابس وإدارة المناسبات، إضافة إلى تخصصات تقنية وتشغيلية تحتاج إليها المختبرات والمصانع والمستشفيات والفنادق والمصارف... إلخ.