الاستثمار بالتعليم (1-2)

تتولى مؤسسات القطاعين العام والخاص في اليابان بناء وتطوير المعاهد التقنية والمهنية، حيث تسهم مخرجات هذا النوع من التعليم مساهمة فعالة في إدارة دفة الاقتصاد الياباني، وفي المملكة المتحدة يتجه 33% من الطلبة نحو التعليم الفني والمهني، أما في ألمانيا فإن 40% من سوق العمل يغطيه خريجو هذه المعاهد، وقد ارتبط مفهوم التعليم الفني حتى عهد قريب بالتعليم المهني.

حيث حددت منظمة اليونيسكو التعليم الفني" أنه التعليم الذي يشمل التقنيات والعلوم المرتبطة باكتساب معارف ومهارات تتسم بالطابع العملي وهو جزء لا يتجزأ من التعليم العام، كما أنه السبيل المباشرة إلى سوق العمل " وفي ظل ثورة المعلومات وتقنيات العصر الحديثة، وتنوع وتعدد الاحتياجات المهنية في المصانع والشركات الصناعية، وغيرها من مؤسسات المال والأعمال أصبح لكل من التعليم الفني والتعليم المهني مفهومهما الخاص، فمناهج التعليم الفني تركز على مواد علمية وتقنية شاملة الرياضيات والفيزياء والكيمياء والميكانيكا وعلم الإلكترونيات، ليتخرج الطالب مؤهلاً لمواصلة دراسته الجامعية في تخصصات الهندسة المختلفة والتكنولوجيا المتقدمة والعلوم التطبيقية.

أما مناهج التعليم المهني فقد أصبحت أكثر ارتباطاً بمهن ووظائف يحددها سوق العمل، كما تتميز مناهج التعليم المهني بمراعاتها لمستوى التحصيل العلمي للطلبة، وبتكيفها ومرونتها في كسب طلبة العلم مهارات وكفاءات مهنية وسلوكية تساعدهم على الحصول على وظائف محددة في المصانع والشركات والمؤسسات. وبحسب منظمة العمل الدولية فإن التعليم المهني يشكل احد أهم الحلول الناجحة والمؤثرة للتصدي لمشكلة البطالة والآثار السلبية المترتبة عليها في الدول النامية والمجتمعات الفقيرة.

حيث تدل إحصاءات هذه المنظمة بأن مستوى التحصيل العلمي لدى الطلبة في هذه المجتمعات، بالكاد، يتوقف عند المستوى الابتدائي في تطور مناهج التعليم المهني، بحيث تتناسب مع هذا المستوى العلمي، ويلبي الاحتياجات المهنية في تلك المجتمعات، التي غالباً ما تشمل مهن التجارة والخياطة والحلاقة والطباخة والصباغة والصيانة الكهربائية وميكانيكا السيارات.

أما في الدول الأكثر نمواً، والأقل فقراً، حيث يرتفع مستوى التحصيل العلمي عند الطالب إلى الإعدادية والثانوية وما بعدهما، عندها يتم تطوير برامج التعليم المهني في معاهد تعليمية متخصصة تقدم الشهادة المهنية والدبلوم المهني والدبلوم العالي، حيث يكتسب الطلبة معارف ومهارات وخبرات عملية.