الضغوط على الذهب (2- 2)

ت + ت - الحجم الطبيعي

عند الحديث عن الضغوط التي تواجه الذهب يبرز سؤال مهم حول ما إذا كانت أسعار الذهب تتفاعل مع معطيات العرض والطلب.

إن التلاعب بالذهب بكل أسف أمر سهل للغاية، فعمليات تأمين الذهب، كما نعلم، هي ثابتة ويمكن أن تخضع لتدخلات السياسيين أو ضغوط البيع التي تفرضها البنوك المركزية، أما بالنسبة للطلب فإنه يمكن أن يأتي من أفراد عاديين مثل الصينيين، المزارعين، الهنود الفقراء أو المستهلكين في الشرق الأوسط.

وهناك أيضاً الطلب العرضي من بعض البنوك المركزية التي ترغب في تنويع احتياطاتها. يستخدم بعض المتداولين بالأدوات المالية الذهب أداة تحوّط ضد العملات الضعيفة، والمثال الأحدث على ذلك كان التحوّط ضد تراجع الليرة التركية.

وبرز أيضاً سؤال مهم خلال الفترة الأخيرة حول ما إذا كان الذهب حقاً هو من الأصول الآمنة أم لا.

وإذا عدنا بالزمن إلى الوراء قليلاً، نلاحظ أن أسعار الذهب انخفضت بالفعل عندما بدأت الأزمة المالية العالمية.

بدا في ذلك الوقت أن الأسواق المالية العالمية تواجه أزمة خطرة جداً، ولكن الذهب لم يكن في أذهان المستثمرين، وعندما كان اليورو يتعرض لضغوط بيع هائلة ومنطقة اليورو تواجه خطر التفكك، عادت أسعار الذهب لتتراجع مرة جديدة كما أن الأزمات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وأجزاء أخرى من العالم لم تؤد أيضاً إلى ارتفاع الذهب.

من المؤكد أنه لا توجد جهة يمكنها أن تفترض أن الذهب هو أحد الأصول الآمنة. يرى بعض خبراء الذهب أنه فئة الأصول الوحيدة التي لها قيمة ذاتية، وقد كنا نختلف مع وجهة النظر هذه لفترة طويلة.

 إننا نعتقد أن قيمة الذهب تكمن في أغراض الزينة وبعض الاستخدامات الصناعية أو الطبية فقط، وباستثناء ذلك فلا قيمة حقيقية له، ومع ذلك لا يمكننا أن ننكر أن الاستثمار في الذهب هو حقيقة موجودة منذ مئات إن لم نقل آلاف السنين. إننا نعتقد بشدة أن الذهب هو مجرد تحوّط ضد التضخم مثله مثل العقارات، إلا أنه أكثر سيولة من غيره.

إننا نعتقد أن عمليات البيع الكبيرة للذهب التي شهدناها مؤخراً قد تكون أول إن لم تكن ثاني محطة من محطات ضغوط البيع، كما حدث في الثمانينيات، وقد يواجه الذهب أزمة خطرة جداً في حال تعاظم الانكماش العالمي.

Email