الضغوطات على الذهب (1- 2)

ت + ت - الحجم الطبيعي

سبّبَ أداء الذهب خلال السنوات القليلة الماضية حيرةً للمستثمرين في هذا المعدن الأصفر. وبينما اعتقد الكثيرون أن الذهب أصبح الملاذ الاستثماري الآمن خلال أزمة الديون السيادية التي كانت اقتصاديات بعض الدول الغربية تواجهها، وبسبب الخوف من الضغوطات التضخمية إلى جانب الاضطرابات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن العكس كان يحصل من خلال توجه الكثيرين وبشكل قوي لبيع ما يمتلكون من الذهب. لقد كانت أسعار الذهب تتراجع، وهنا يكمن اللغز، وهو الأمر الذي كنا قد تحدثنا عنه خلال العام الماضي. لقد كانت حيتان الذهب مشغولة بإعداد الفخ للمستثمرين الأبرياء.

لقد لاحظنا أن التوقعات في بعض الأوقات كانت تشير إلى احتمال ارتفاع أسعار الذهب من معدلاتها المتدنية، ولكن ذلك لا يحصل على الإطلاق، وهذا هو بالضبط ما يثير القلق ويدعم رؤيتنا بوجود اتجاه تنازلي لأسعار الذهب على مدى السنوات القليلة المقبلة.

لا شك بأن عشاق الذهب كثيرون، ولن يتردد هؤلاء بدعوة وتشجيع الجمهور للاستثمار في الذهب على خلفية أي أخبار أو أحداث. لسنا متأكدين ما إذا كان هؤلاء ما زالوا حقاً يعتقدون أن الذهب هو ملاذ استثماري آمن، الأمر الوحيد المؤكد هو عدم وجود نقص في الذهب ويجب على المستثمرين التذكر دائماً أن الذهب الذي تم استخراجه على مدار التاريخ ما يزال موجوداً.

لقد وصلت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها في شهر أكتوبر 2012 بتسجيل الأونصة سعر 1800 دولار أميركي، وقد وصلت الأسعار إلى هذا المعدل القياسي بعدما كانت قد تراجعت إلى أدنى مستوياتها في عام 2000 بتسجيلها 280 دولاراً للأونصة. ولذلك فإن عملية حسابية بسيطة تبيّن لنا أن الأسعار ارتفعت 6.5 مرات في 12 عاماً، وانطلاقاً من هنا بإمكاننا ملاحظة أن أسعار الذهب لديها نمطها الخاص في الوصول إلى أدنى المستويات وأعلاها، ولكن الفترة التي تتطلبها الأسعار لتصل إلى أدنى وإلى أعلى المستويات يمكن أن تكون طويلة جداً. إننا في الوقت الحاضر نعتقد أن أسعار الذهب تتصرف بشكل عادي وفقاً لمقياس تاريخي، وقد دخلت في مرحلة تصحيحية ستستغرف بضع سنوات ويمكن بسهولة أن تختبر مستوياتها الدنيا السابقة.

Email