سلمت يمناك أبا سلطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتصدى النبلاء والعظماء لرفع المعاناة عن المنكوبين والمحرومين والمظلومين، وينبري أهل الشهامة والجود لدفع البلاء عن أهل الفاقة والعوز، يقودهم فكر إنساني نبيل إلى مكارم الأخلاق وأعالي المجد العتيد، لتتعطر الإنسانية بفضائل أعمالهم وطيب سجاياهم، فتزدان الأرض بجودهم عماراً وتنعم البشرية بسخائهم سعادة وأماناً، كما يتأصل إنكار الذات في جوارح هؤلاء النبلاء عطاء موصولاً غير مقطوع..

أجل، يتعدى العطاء النبيل عندهم حدود الفرد والحي، بل كل الوطن، إلى أوطان بعيدة ومجتمعات قصية، فتعم مآثرهم كافة الملل والنحل على هذه المعمورة.

وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (أبو سلطان) رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، حول العطاء الإنساني إلى نهج استراتيجي مبدع وخلاق، تعضده مبادرات رائدة في خدمة الإنسانية، ليصبح العطاء الإماراتي الخيّر أكثر اتساعاً وأعظم تأثيراً.

فقد أصبح العمل الإنساني في الإمارات كياناً اجتماعيا مميزاً، يعمل من خلاله أكثر من 170 جمعية ومؤسسة وهيئة، تسعى بمباركة "أبو سلطان" ودعمه إلى التضامن الاجتماعي، وتوفير العيش الرغيد، والارتقاء بالإنسان ليشارك في بناء المجتمع وتطوره ورقيه، كما جاء التوجيه السامي من "أبو سلطان" لتدخل الإمارات في ملحمة إنسانيه رائعة، تتضافر فيها جهود جمعيات وهيئات المجتمع المدني مع مؤسسات القطاعين العام والخاص، وهب المواطنون والمقيمون يلبون نداء أبو سلطان "قلوبنا مع أهل الشام"، فكان حصاد الخير أكثر من 120 مليون درهم في ثلاثة أيام، وما زال العطاء متواصلاً لنجدة الشام الجريح.

وعندما اجتاحت الفيضانات مؤخراً مناطق مختلفة في ماليزيا وتسببت في إلحاق دمار واسع، أمر "أبو سلطان" بتخصيص مبلغ 36.6 مليون درهم لمساعدة أكثر من 20 ألف عائلة منكوبة.

وداخل الوطن تلمس صاحب القلب الكبير مواجع الغارمين من أهل الدار، فأنشأ "صندوق خليفة لتسديد ديون المواطنين"، ليؤكد التوجه الاستراتيجي في رفع المعاناة عن العاجزين. وقد ساعد الصندوق المئات من المدينين في دفع قروض البنوك والمصارف، وبالأخص أولئك الذين صدرت في حقهم أحكام جزائية.. فانزاح الهم عن صدور مثقلة به، والتأم شمل أسر كثيرة، ليتعاضد النسيج الا

جتماعي في أبهى صور التكافل والترابط، من خلال هذه المبادرة الإنسانية الراقية.

وتواصل عطاء "أبو سلطان" حفظه الله ورعاه، لأجل توفير الرفاه والأمن الاجتماعي لأهل الدار. فقدمت وزارة الشؤون الاجتماعية في 2013 فقط، مساعدات بلغت نحو 3 مليارات درهم، استفاد منها أكثر من 100 ألف مواطن.

وتوفر مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، الحاجيات الضرورية والغذاء الصحي اليومي لأكثر من 30 ألف طالب وطالبة من المواطنين والمقيمين من أهل الحاجة والعوز، إضافة إلى باقة متنوعة من المساعدات الخيرية والإنسانية للفقراء والمحتاجين على مدار العام.

وقد تحولت المؤسسة في فترة وجيزة إلى هيئة إغاثية عالمية عابرة للقارات، تمتد مبادراتها ومشاريعها التنموية لأكثر من 60 دولة، وفي مجتمعات بشرية يقطنها أكثر من ملياري نسمة.

وقد سبق أن قدمت الإمارات مساعدات تنموية بأكثر من مليار درهم، إلى أكثر من 120 دولة عام 2012، لتصبح الدبلوماسية الإنسانية في عهد "أبو سلطان" إحدى ركائز السياسة الخارجية للدولة.

وفي 28 ديسمبر المنصرم، أعرب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عن تقديره وامتنانه للدور الحيوي المهم الذي تقوم به الإمارات في كافة المجالات الإنسانية، وبالأخص جهودها المشهودة في دعم المجتمع الدولي لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.

وقد تصدرت الإمارات دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مؤشر "التقدم الاجتماعي العالمي"، الصادر من منتدى "اسكول" في أكسفورد في المملكة المتحدة. كما تقدمت الإمارات كافة الدول العربية على المؤشر الدولي للحقوق الأساسية للإنسان، والذي أطلقته الشبكة الدولية للحقوق والتنمية التي تتخذ من سويسرا مقراً لها.

أجل، يتصدر "أبو سلطان" حفظه الله ورعاه هؤلاء النبلاء العظام في زماننا، وإنها لشهادة تشرف بنطقها كل من مشى مع "أبو سلطان" في مشاوير الخير، واتبع خطاه في ميادين العمل الإنساني النبيل، كما نقشتها قلوب اليتامى والأيامى والأرامل وأفئدة المرضى والغارمين والمشردين، وسجلها المخلصون في حركاتهم وسكناتهم، لترتفع الأيادي إلى السماء "سلمت يمناك أبا سلطان".

 

Email