نبض الشارع

بريق البوعزيزي وذكرى الثورة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يوم الثلاثاء الماضي مرت ثلاثة أعوام على حادثة سيدي بوزيد التونسية التي أذنت باندلاع انتفاضات ما سمي بالربيع العربي، ففي ١٧ ديسمبر ٢٠١٠ أقدم محمد البوعزيزي، البائع المتجول على إضرام النار في جسده أمام مقر الولاية احتجاجاً على حجز عربته من قبل الشرطة البلدية لتنطلق الاحتجاجات التي سرعان ما تم توظيفها من قبل أطراف داخلية وخارجية لتتحول إلى ضربة بدء مشروع التغيير في المنطقة.

واليوم لا أحد في تونس يتذكّر البوعزيزي، وإذا حدث وتذكّره البعض فمن باب الانتقاد لما أضحت عليه البلاد وشقيقاتها ممن أصابتهن العاصفة، وخفت الحديث عن الثورة بعد أن اكتشف الجميع أنها كانت بلا ثوار ولا مشروع ولا قيادة، وأن من قيل أنهم شهداء الثورة وجرحاها، أصيبوا بحالات غير ثورية، ما أحرج الحكام الحاليين. والبوعزيزي الذي أطلق عليه البعض اسم إيقونة الثورات العربية، لم يعد على ما كان عليه من "قداسة ثورية".

 فهو لم يكن ثائراً ولا معارضاً، ولم تصفعه شرطية البلدية فايدة حمدي، ولم يرفع شعارات سياسية وقتذاك، ومن يحكمون تونس اليوم لم يشاركوا في الإطاحة بنظام بن علي، بل من أشعلوا الاحتجاجات معظمهم من حزب الرئيس السابق.

Email