توقعات الأسهم في 2014 (1)

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكّل أداء الأسهم خلال عام 2013 مفاجأة سارة وخبراً ممتازاً لكل من استثمر في هذا القطاع على مدار العام، وبإمكاننا أن نتوقع من الآن أن يكون عام 2014 عاماً جيداً آخر للأسهم، وذلك بفضل تقلص الاقتصاد الكلي والمخاطر الجيوسياسية. لا بد أن ينصبّ تركيز المستثمرين بشكل واضح على كيفية اختيار الأسهم الفائزة، وتلك المخيبة للآمال خلال السنوات المقبلة.

وكما ذكرنا في مقالاتنا السابقة فإن عملية الاختيار هذه ليست بالعملية السهلة لاسيما بالنسبة لصغار المستثمرين. نرى أن شيئاً واحداً يمكن أن يحدث، ألا وهو تغيّر قيادة السوق بشكل واضح، وقد كان هذا ما يحدث بالفعل خلال الأشهر القليلة الماضية. يُفترض بأداء الشركات التي تضع نفسها خلال الفترات العادية في موقع يؤهلها للاستفادة من سياسات اقتصادية ونقدية معينة، أن يتفوق على أداء الشركات التي تقود السوق والتي كانت محمية من الأزمات على مدار السنوات القليلة الماضية.

لقد تم أخيراً، مراجعة التوقعات حول نمو الاقتصاد العالمي لهذا العام والعام المقبل إلى معدلات أفضل، وقد جاءت هذه المراجعة من قاعدة منخفضة جداً وفي بعض الأماكن من حالات ركود تامة. يجب أن لا ننسى أن الاقتصاد العالمي كان يعرف حالة ركود منذ سنوات قليلة ماضية، ولذلك فإن تسارع النمو الاقتصادي والتقاط الأنشطة الاقتصادية لأنفاسها أمر مرجح إلى حد كبير في السنوات المقبلة. ونتوقع أن يقود هذا التَحَسُّنَ اقتصادات الدول المتقدمة وفي مقدمتها الولايات المتحدة وأوروبا.

هناك شبه يقين بأن معظم أزمات الاقتصاد الكلي التي بدأت في الولايات المتحدة في عام 2008 ومخاطر تفكك منطقة اليورو في العام الماضي قد أصبحت الآن وراءنا، ومع بدء الأسواق والشركات بالتأقلم مع عودة الأنشطة الاقتصادية إلى طبيعتها وبالتالي عودة البحث عن أُفق طويل الأجل، فإن على المستثمرين التركيز على هذه الشركات التي تتمتع بنمو طويل الأجل..

والتي لها نموذج أعمال يدعم ذلك. كما ينبغي على المستثمرين التأكد من أن البيئات الاقتصادية الكلية والمالية مازالت داعمة للاستثمار في الأسهم. إننا نرى تسارعاً للأنشطة الاقتصادية وانتشاراً على نطاق واسع، إلا أننا لا نتوقع انعكاساً في السياسة النقدية للاحتياطي الفدرالي الأميركي في أي وقت قريب.

.. وللحديث بقية.

Email