يومنا الوطني.. أمجاد الاتحاد وسؤدد الدولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يومٌ تكحلت فيه أعين أمهاتنا وأفئدة أخواتنا وآمال بناتنا برؤية العلم الخفاق يرسم في الأفق خارطة الدولة، قبل أن ترسمها الأيادي على الحدود والورق.. يوم تحالفت فيه قلوبنا وعيوننا وشراييننا وألسنتنا، مع أيدي آبائنا المؤسسين وهم يخطون تواقيعهم المجيدة على تلكم الوثيقة التاريخية في دار الاتحاد، معلنين مولد الأمل والسؤدد والعزة والرجاء.

هو يومٌ صافحت فيه يدا "بو خليفة الفلاحي" بكل اعتزاز وأخوة يدي "بومكتوم الفلاسي"، واجتمعت حولهما أيدي خمسة من إخوانهما البررة من الآباء المؤسسين وأعضادهم أولياء عهودهم وأبنائهم وأبناء إماراتهم التي كانت إمارات متفرقة فصارت دولة الإمارات، وكانت عواصم عدة فصارت وحدة واحدة، وكانت متقاربة فصارت كالجسد الواحد أقرب إلى بعضها من شرايين الفؤاد.

وهو يومٌ تسيّد فيه علم الاتحاد كل علم سواه، لتكون دولة الاتحاد عنوان المسيرة وليكون صانعوه رواد المجد وبناة الدولة وثقة الشعب، وقدوة الأمة، وتوحدت فيه خارطة الدولة فلم تعد ترى فيها إلا وحدة الإمارات، يتعدد فيها أسلوب العمل وتتوحد فيها أسسه، ويتعدد فيها العطاء لكن يتوحد فيها الانتماء.

هذا هو يومنا الوطني.. الثاني من ديسمبر، يوم مجيد من أيام الأمة والوطن.. سارت بذكره الركبان وحدا بفضله الحادون، لما صنع لنا ولأمتنا ولبلدنا من فضل وخير، إذ كانت دولتنا ولله الحمد الأنموذج الأصدق عربياً للوحدة المرجاة، والأنموذج الأنجح عربياً وإقليمياً للتنمية المأمولة، والأنموذج الأمثل لإدارة عائدات الثروة النفطية واستثمارها، والأنموذج الأكثر كفاءة لتنويع مصادر الدخل وعدم اقتصارها على النفط، بل والأنموذج الأكثر اقتداراً في إيصال المعونات الإنسانية إلى مستحقيها، دون منّ ولا أذى ومن دون تفرقة بين الأيتام والفقراء والمحتاجين، ولم يكن أي من ذلك ممكن التحقيق لولا ما أفاء الله سبحانه وتعالى علينا يوم الثاني من ديسمبر.

واليوم.. بعد اثنين وأربعين ربيعاً من ذلك اليوم الميمون، تتجدد المسيرة الموحدة بقيادة "بو سلطان الفلاحي" و"بو راشد الفلاسي"، يداً بيد وقلباً بقلب وراية براية وسيفاً بسيف، يتشاركان قيادة دولة أقل ما يقال فيها أنها تجاور الثريا فيما غيرها ينافس الثرى. لسنا الدولة النفطية الوحيدة، ولسنا الدولة الوحيدة القادرة على تشييد عمارات وتعبيد شوارع.. لكن لتعرف عبقرية القيادة وإبداع القادة، انظر بعين المنصف أين نحن.. وأين غيرنا!

ولا تعجب، فقد حبانا الله تعالى قادة أطاعوا ربهم في شعبهم، فأعزوه وأحبوه، فبادلهم العز والمحبة وزاد عليها صدق الولاء وعمق الانتماء للدولة وللقادة وللوطن، فليس منا من يتخاذل اليوم عن طاعة هؤلاء القادة وخدمة هذا الوطن، ونحن في ذلك نقوم بواجب الدين وضرورة الدنيا ومقتضى الوطنية.

وإذا كانت المواطنة تتعلق بالحقوق فإن الوطنية دائماً مرتبطة بالواجبات، فيا بني الإمارات تذكروا ذلك جيداً، ولا تنسوا أبداً أنه ما عاد يصح في أي عرف أن تكون مواطناً دون أن تكون وطنياً.

وهذا أقل الواجب في دولة تتسم العلاقة بين قادتها ومواطنيها، بما وصفه أحد السفراء العرب بأنه "ديمقراطية القبائل" التي لا يظلم فيها أحد، ولا تغلق فيها الأبواب أمام أحد.

فأين أنت اليوم أيها الإماراتي الوطني من استحقاقات وطنيتك العديدة، قبل أن تذكرنا بمستحقات مواطنتك العتيدة؟! وهذه هي الإمارات.. درة الدنيا تضيف إلى أفراحنا فرحاً على فرح.. وعيداً على عيد، بعد ما حققت لنا النصر المظفر باحتضان العالم في معرض إكسبو 2020، الذي سيتشرف بأن يقام في دانة الدنيا دبي، هذه الجميلة التي نافست العالم بشرف وكفاءة واقتدار، فانتصرت انتصاراً مستحقاً لتمنحنا فرحة استثنائية هذا العام جعلت العيد عيدين.. في اليوم الوطني وفرحة إكسبو.

وها نحن اليوم، ونحن نحتفل بيومنا الوطني المجيد، نسجد لله شكراً وحمداً وثناءً عاطراً عليه سبحانه وتعالى، فله المنة والفضل بما أنعم علينا نحن أبناء دولة الإمارات من نعم جليلة جزيلة، أولها القيادة الرؤوفة بشعبها الحانية عليه، وثانيها الاتحاد الموحد الذي صنع لنا دولة ووحدنا بفضل الله على قلب رجل واحد، وثالثها ما حظيت به هذه الأرض الطيبة من ثروة الشعب المتكاتف قبل ثروة باطن الأرض، وما تزدان به النفوس من أخلاق الإماراتيين عيال زايد وراشد وإخوانهما، حتى أصبحوا مضرب المثل في التواضع والخلق وحسن السلوك.

هذا هو يوم الثاني من ديسمبر في وجداننا، وذلكم هو يومنا الوطني.. عنوان أمجاد الاتحاد وسؤدد الدولة وعزة الشعب وفخر الشيوخ.

Email