الاستثمار في الأسهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبدو عملية اختيار الأسهم أسهل في القول من الفعل ذلك أنها عملية معقدة بالنسبة للمستثمرين الأفراد لأنها تتطلب الكثير من البحث والصبر. ونجح معظم المستثمرين المحترفين والأكثر نشاطاً هذا العام من التفوق على المؤشرات الرئيسية بهامش جيد. ومن المعروف أن جامعي الأسهم يؤدون بشكل أفضل في الأسواق التي تحقق مكاسب عندما تبدأ الأسهم بالتصرف بشكل مختلف عن المؤشر العام وتفصل نفسها عنه بشكل واضح جداً، وهذا ما نسميه بالأسهم القيادية والأسهم المتقاعسة.

 ويمكن للمستثمرين ملاحظة ذلك بوضوح عندما تبدأ الشركات بالإعلان عن نتائجها المالية حيث تتم مكافأة الشركات التي تواصل نتائجها التفوق على تقديرات السوق بهوامش جيدة بينما تتم معاقبة الشركات التي تخيب الآمال بشدة.

ويجب على المستثمرين دراسة العلاقة بين الأسهم وبين مؤشرات الأسهم الرئيسية. عندما يكون الارتباط بين الاثنين مرتفعاً فذلك يعني أنه من الأفضل للمستثمرين الاكتفاء بشراء المؤشرات، ولكن عندما يكون هذا الارتباط في حالة تراجع أو منخفضا للغاية فذلك يعني وجود فارق كبير بين الأسهم والمؤشرات. إن الأسهم تتصرف عند هذه النقطة بالذات بشكل مختلف تماماً عن المؤشرات الرئيسية، أي أنه عوض أن تقترب عوائد أغلب الأسهم كثيراً من عوائد المؤشر نلاحظ انتشاراً أوسع لأداء الأسهم الفردية.

بالإمكان تفسير الارتباط الضمني الضعيف جداً على أنه جيد أو سيء. إذا كان هذا الارتباط جيداً فذلك يعني أن جامعي الأسهم يبحثون بنشاط عن الأسهم الجيدة ويضخون الأموال في السوق، كما أنها قد تكون إشارة على بداية أنشطة الدمج والاستحواذ أو الاستيلاء المباشر على الشركات المقيّمة بأقل من قيمتها. وقد تعني أيضاً أن السوق الصاعدة التي بدأت في عام 2008 بدأت بالدخول في مرحلة النضج، وقد تصبح صعبة جداً بالنسبة لجامعي الأسهم أيضاً.

وترتفع الأسهم في بداية أي سوق صاعدة ويقود هذا الارتفاع الأسهم الرئيسية للمؤشر، وهي في العادة أسهم شركات الرسملة الكبيرة الذي يتكون المؤشر في أغلبه منها. عندما يبدأ الهدوء يسود السوق الصاعدة فإن التفاوت في أداء الشركات يصبح واضحاً تماماً، ولكن لماذا؟ لقد استفادت الشركات خلال السنوات القليلة الماضية بشكل كبير من ارتفاع السوق، وقد استفادت بعض الشركات من هذه السوق الصاعدة بإعادة شراء أسهمها وزيادة التوزيعات بينما قامت بعض الشركات باقتراض الاموال لإعادة شراء أسهمها عندما كانت نتائجها مخيبة للآمال.

Email