ضوء

بوصلة التعليم

ت + ت - الحجم الطبيعي

دائماً ما يؤكد القائمون على التعليم العالي ضرورة أن تلبي البرامج الأكاديمية في العملية التعليمية ومخرجاتها احتياجات سوق العمل من الكوادر المتخصصة والمؤهلة وضرورة دعم التطوير المهني بالمدارس، وبشكل خاص التعليم الرقمي لفتح آفاق جديدة تجعل مخرجات التعليم أكثر تفاعلاً مع احتياجات هذا السوق عبر إعداد وتأهيل الخريجين واكتساب المهارات قبل الالتحاق بالعمل.

هذا التأكيد لا ينفي حقيقة التفاوت الكبير في نسب إقبال الطلبة على تخصصات دراسية بعينها والتي تشير إلى إشكالية كبيرة تتمثل في تكدس عدد الخريجين المواطنين في تخصصات وغيابهم في أخرى، الأمر الذي يدعونا إلى التساؤل عن أهمية وجود استراتيجية متكاملة للتعليم تبدأ منذ مراحله المبكرة حتى تخرج الطلبة من الجامعات وتدريبهم وتأهيلهم للحصول على فرص وظيفية.

غياب التوجيه والإرشاد في التعليم العام يزيد "الطين بلة" فبدلاً من أن ينهي الطالب المرحلة الثانوية ويخرج بفكرة عن سوق العمل وإرشاده إلى تخصصاته المطلوبة، يدخل الطالب المرحلة الجامعية تائهاً بين رغبته ورغبة الأهل والأصدقاء، وقد يحار في مسألة تغيير التخصص لاحقاً.

يحتاج سوق العمل في الدولة إلى كوادر مواطنة ولا يقتصر على إدارة الأعمال التي تجذب النسبة الأكبر منهم، وهذا يدعو القائمين على التعليم إلى وقفة وإعادة النظر وتوجيه بوصلة التعليم في اتجاهات متعددة وليست محدودة.

Email