الفصام النكد

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن من أجل ما حبا الله عباده في عصرنا هذا هو هذه التكنولوجيا العجيبة فتقارب الزمان والمكان ووصول الناس إلى بلدان وأوطان في ساعات معدودات لم يكونوا ليصلوا إليها في السابق إلا بشق الأنفس واقتناء الإنسان تقنيات حديثة عالج بها الأمراض المزمنة والأوبئة الفتاكة.

 

واستطاعت أجهزة الاتصال المرئية أن توصل البشر بعضهم ببعض وكأنهم يتجاذبون أطراف الحديث في مجلس واحد بينما الحقيقة أنهم متباعدون في أماكن شتى إضافة إلى فوائد كثيرة ثم حصل مالم يكن في الحسبان!!

 

فقد أشار تقرير صادر عن شركة «سيمانتك» المتخصصة في «حماية أمن المعلومات» إلى أن إجمالي الخسائر المالية التي تسببها قراصنة الحاسوب في مجتمع المال والأعمال في الإمارات بلغت 1.8 مليار درهم في الفترة ما بين أكتوبر 2012 إلى سبتمبر2013.

 

على جانب آخر فقد كلف الاتحاد الأوروبي فريقاً من العلماء والمختصين بدراسة المخاطر الصحية المتعلقة بالأجهزة الإلكترونية على الأطفال والمراهقين وخلصت الدراسة إلى أن المراهقين وعوائلهم لا يدركون حجم الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية والتي منها ضعف التحصيل العلمي وقلة النوم والقلق والعزلة الاجتماعية .

 

وظهور سلوكيات غير مرغوبة مثل العدوانية والكراهية والتشمت بالآخرين إضافة إلى آثار صحية مباشرة مثل ضعف البصر وشد عضلات الرقبة والصداع وآلام أسفل الظهر وغيرها..

 

وتوافقت نتائج هذه الدراسة مع أخرى أكدت أن الأسباب العلمية للأمراض التي تسببها الأجهزة الالكترونية ترجع إلى الأشعة الكهرومغناطسية التي تصدرها تلك الأجهزة أو الأصوات المرتفعة التي تصدرها أجهزة السمع الخاصة بتلك الألعاب وركز الباحثون على أهمية التوعية المجتمعية لهذا الإدمان «الإلكتروني».

 

وهكذا أصبحت التكنولوجيا عرضة لأهواء البشر ورغباتهم وشهواتهم وبالتالي أصبحت في حاجة إلى الحيطة والحذر والمراجعة والصيانة والتقييم والتقويم.

 

وبهذا يكون الاستثمار في وضع سياسات خاصة بأمن المعلومات من الضروريات الملحة في الاقتصاد الرقمي ويتطلب ذلك توظيف أصحاب الكفاءات والمهارات في مجال تدفق الملعومات وحفظ البيانات وأمن الشبكات الإلكترونية، ....

 

حيث يساهم أهل الخبرة والاختصاص في وضع منهجيات إدارية وتطوير تقنيات متقدمة لجمع وتخزين وتوزيع البيانات الرقمية ومعالجتها قبل أن يحصل الفصام النكد بين التكنولوجيا والإنسان إذا تاه الإنسان بين الإفراط والتفريط في استخداماتها أو إذا استلم زمام أمورها القراصنة والمفسدون في الأرض.

Email