اختزال المُصالحة ودماء الشهداء

مرفوضة هي مُحاولات التوسط لإبرام مُصالحة وطنية مصرية "على جثث الشهداء والضحايا".. مرفوض هو كل جُهد مبذول؛ من أجل وضع يد فصيل تلوثت يداه بالدماء بيد شعب يلفظ العنف ويرفض سياسة "التكفير" وكل مُحاولات تقزيم الدين العظيم؛ لاستخدامه في مطمع سياسي دنيء.. بالتالي فلا مُصالحة إلا عقب مُحاكمات عادلة، يلقى فيها المتسببون في إسقاط هذا الكم الهائل من الضحايا طيلة العام الماضي.

مرفوضة شعبيا كذلك، هي فكرة اختزال المصالحة الوطنية ما بين الدولة والجماعة المحظورة، فالمصالحة الحقيقية هي مُصالحة مع تلك الفئات المُهمشة التي راحت ضحية صراع الساسة وتجاهلهم لها على مر العصور.. مصالحة مع أهالينا في سيناء، ومصالحة مع أهالينا في الصعيد، ومصالحة مع أهالينا الذين ــ ونحن في القرن الحادي والعشرين ــ مازالوا لا يجدون مياهاً نظيفة ولا صرفاً صحياً.. هؤلاء هم أولى الناس بالمصالحة، وهؤلاء هم الذين يجب أن تُمد إليهم يد الدولة لتضمد جراحهم، وتعتذر لهم عن إهمال مرير لسنوات طويلة مضت.لأنها فئات تشعر بـ"الظلم المُجتمعي".