الهيكلة وإعادة الهيكلة(1- 2)

ت + ت - الحجم الطبيعي

تطالعنا الصحف اليومية بين الفينة والأخرى بأخبار تتعلق بالهيكلة أو إعادة الهيكلة في مؤسسات وهيئات ومنظمات تابعة للقطاعين العام والخاص. وتخص هذه الأخبار جانبين أساسيين في البناء المؤسسي هما الجانب المالي والجانب الإداري.

عادة ما تلجأ المؤسسات إلى "الهيكلة أو إعادتها" عندما تقرر التوسع في أعمالها ومشاريعها الداخلية والخارجية أو عندما يحصل العكس كأن تقلص المؤسسة أنشطتها وعملياتها إما بسبب خصخصة بعض أعمالها الرئيسية أو تعهيد عملياتها الفرعية.

كذلك عندما تتحول المؤسسات إلى المكننة لربط جميع عملياتها بالتكنولوجيا المتقدمة، فتكون العمالة الزائدة أحد مخرجات عملية المكننة عندها يكون قرار إعادة الهيكلة قراراً حكيماً وصائباً.

كما أن دمج الشركات والمؤسسات يؤدي تلقائيا إلى استحداث هيكلة خاصة بالمؤسسة الوليدة. كذلك تسبب الأزمات المالية والركود الاقتصادي كالذي حصل لقطاع العقار عام 2008 أن تعيد الشركات والمؤسسات تقييم برامجها وخطط أعمالها.

إن هيكلة المؤسسات ليست بالأمر الهين. فمشاريع "الهيكلة وإعادتها" تحتاج إلى دراية وخبرة وعلم عند البت فيها كما تحتاج إلى تخطيط ورؤية وحكمة عند تنفيذها. ذلك ان نتائج الهيكلة السيئة تؤدي إلى عواقب وخيمة وخسائر فادحة.

وقد أدى سوء تنفيذها إلى إغلاق بعض الشركات والمؤسسات المعروفة في الدول الصناعية بل وبيعها والخلاص منها لحساب مؤسسات أخرى قد تكون ناشئة لكنها قوية ومتزنة وأكثر فاعلية من الناحية الهيكلية والتنظيمية.

يصنف علماء الإدارة البناء المؤسسي قسمين.

يحب البعض أن يطلق على القسم الاول "البناء الصلب" ويشمل مبنى المؤسسة ومكاتبها ومعداتها وأجهزة الحاسوب والأثاث وخدمات الماء والكهرباء. والقسم الآخر يطلقون عليه "البناء الناعم" ويشمل رؤية المؤسسة واستراتيجيتها، ونظم التشغيل فيها، كما يشمل السياسات واللوائح وأدلة الإجراءات، ومحددات النجاح، وأدلة الصلاحيات.

الخ كما أن "البناء الصلب" يبنى من أفضل انواع الخرسانة وأجود الأسمنت، وأحدث الأجهزة والمعدات والآلات والاثاث كذلك "البناء الناعم" في المؤسسات الناجحة والمتميزة يبنى على أسس علمية ومبادئ مهنية وقيادة استراتيجية ومديرين تنفيذيين مجتهدين وقوى عاملة يديرون الأموال والأعمال بفاعلية وتأثير كبيرين.

وتأتي "الهيكلة وإعادتها" في صلب المنظومة المؤسسية بشقيها "الصلب" "والناعم". وقد تصبح مطلبا شرعيا إذا اتضحت الرؤية وتجلت الأهداف وتوفرت الأسباب الحقيقية.

Email