تسارع النمو الاقتصادي الأميركي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتجه الاقتصاد الأميركي نحو بناء قاعدة قوية مبنية على حجم صحي جداً للإنفاق الاستهلاكي ووضع أفضل بكثير لسوق الإسكان وذلك بالمقارنة مع العام الماضي.

إن ضعف النمو الاقتصادي الذي سجلته البيانات الاقتصادية مؤخراً لن يستمر طويلاً، والنشاطات الاقتصادية ستبدأ بالتسارع في النصف الثاني من هذا العام ويُفترض أن تتسارع بشكل أكبر خلال عامي 2014 و 2015.

يُفترض أن يحصل النمو الاقتصادي على دفعة قوية في حال تم التخلي عن أي خطط لخفض معدلات الإنفاق الحكومي بشكل أكبر.

إن التصريحات التي أطلقها رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي السيد بن برنانكي مؤخراً وأشار فيها إلى احتمال تقليص البرنامج الشهري لشراء السندات ستفسح المجال أمام المسؤولين في الحكومة والمعارضة للتمتع ببعض الراحة فيما يتعلق بسقف المديونية.

كما يجب على السيد برنانكي أن يزن بعناية أي قرار بتقليص برنامج شراء السندات مقابل معدلات التضخم الأكثر ضعفاً والتي هي أقل بكثير من المعدلات المستهدفة للاحتياطي الفدرالي، وحتى في مجلس الاحتياطي الفدرالي هناك أعضاء غير متأكدين ما إذا كان على السيد برنانكي القيام بذلك.

من الواضح أن أسعار السندات في السوق بدأت بالاستعداد لأي قرار مستقبلي من الاحتياطي الفدرالي الأميركي، ومع ذلك ينبغي لأي تحرك في هذا السوق أن يأخذ بعين الاعتبار أن الأسعار الإجمالية للأصول في الولايات المتحدة باستثناء سندات الخزانة الأميركي ليست ممددة وما يزال هناك بعض الركود داخل الاقتصاد لا بد من شغله.

كما أن حجم الديون على المستهلكين والبنوك هي اليوم أقل بكثير مما كانت عليه قبل سنوات قليلة، وهذا يمكن أن يكون عاملاً إيجابياً في الفترات التي يشهد فيها الاقتصاد معدلات نمو قوية ولكنه لن يكون كذلك عند وجود أي احتمال بأن يُصاب الاقتصاد بضعف مفاجئ نتيجة أي قرار غير صائب. أعتقد أن رئيس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي سيكون قلقاً إزاء اتخاذ أي إجراء خاطئ وذلك بسبب هشاشة الأنشطة الاقتصادية العالمية ومعدلات التضخم المنخفضة في جميع أنحاء العالم.

وينبغي أن يُنظر إلى الانخفاض الأخير في أسعار النفط والذهب وغيرهما من السلع باعتباره مؤشراً إيجابياً جداً بالنسبة للمستهلكين والشركات على السواء، ومما لا شك فيه أننا سنرى فوائد هذا الانخفاض خلال الأشهر القليلة المقبلة.

إن طبيعة الاقتصاد الأميركي هي طبيعة ديناميكية ومدفوعة بالاستهلاك، ولذلك عندما يتم توفير العوامل المساعدة له مثل معدلات الفائدة المنخفضة بشكل قياسي وأسعار وقود أقل فإنه يتجاوب معها وإن كان يستغرق للقيام بذلك بعض الوقت.

 عموماً أعتقد أن تحقيق الاقتصاد لمعدلات نمو أقوى بكثير خلال النصف الثاني من العام هي مسألة راسخة وتبدو متينة للغاية. إن الإنفاق الاستهلاكي وتحسّن سوق الإسكان الأميركي والانبعاث المذهل لقطاع صناعة السيارات الأميركي هي كلها عوامل ستساهم بقوة في النشاط الاقتصادي خلال العامين المقبلين.

Email