ياسمين

التخزين والتعبئة الليلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

من منا لا يعرف أننا في رمضان نصاب بالامتلاء المفرط ونصل إلى حد ما فوق الشبع بعشر درجات، ونقضي الليل في تجرع الطعام والشراب، ويصبح همنا الوحيد التخزين والتعبئة الليلية، نطوف المطاعم والموائد ونحرص على تناول وجبات دول العالم، نجرب المائدة الخليجية والهندية واللبنانية والإندونيسية والماليزية والتركية والمصرية ولا يمنع أن نغامر ونجرب الأكلات الصينية والإفريقية والأميركية، وكل ما هو جديد على الساحة الغذائية.

إضافة إلى إبداعات فنون الطهي التي نجدها متداولة عبر توتير والمواقع الالكترونية المختلفة، حتى يصاب الجهاز الهضمي بالتلبكات المعوية من امتداد المائدة وثرائها بأطباق مختلفة، في حين أن شهر رمضان لإراحة المعدة وملحقاتها من التحميل والتعبئة المستمرة، هو شهر للتقليل من كل السموم المتراكمة في الجسم التي تكون قد دخلت مع أنواع الأغذية والوجبات غير الصحية.

خصوصاً التي تحمل أصباغاً ونكهات صناعية وكميات مفرطة من الملح والسكر والدهون، لاحظت أن البعض يصل به حد الامتلاء لدرجة أن المعدة تخرج كل ما في جوفها مستغيثة من الاختناق وقلة الأكسجين والضغط على جدار المعدة، مستنكرة سلوك الإنسان لصحته وتعامله مع طعامه، وعند البعض يرتفع الطلب على المهضمات والملينات في رمضان، ويلصق برمضان وجبات ومشروبات هي لا علاقة لها بالشهر الفضيل، هو سلوك بني البشر تجاه المائدة.

وقد يتناسى البعض أهمية المضغ الجيد، فالمعدة لا يوجد بها أسنان، وتبدأ عملية التقطيع والفرم والطحن في الفم لا المعدة، فالرحمة بالمعدة، هذا الكيس الذي يتمدد في كافة الجهات الأربع، يضغط على الأحشاء الداخلية، من كثرة ما نقذف في داخله من طعام، إذا كنت ترغب بالعناية بصحتك فإن أولى الخطوات هي تجنب وضع جميع المأكولات على المائدة دفعة واحدة، البدء بالماء أو العصير أو منتجات الألبان وتناول بضع حبات من الرطب أو التمر يساعد كثيراً على تناول غذاء صحي وتهيئة المعدة لاستقبال دفعات معقولة من الطعام، تناول بعض الفاكهة الموسمية الصيفية الطازجة يساعد أيضاًَ على الاستفادة من الفيتامينات والمعادن، ثم نضع طبقاً رئيسياً واحداً مع السلطة الطازجة على أن يكون بين كل وجبة ووجبة وقت كافٍ.

Email