نقطة نظام

الفراعنة الجدد

ت + ت - الحجم الطبيعي

إلى أين يفضي انحدار «الإخوان» بمصر؟ بعد تدهور مريع بحال الدولة والشعب خلال سنة ظلامية في التاريخ المصري، تجنح «الجماعة» إلى انتزاع مصر من محيطها العربي وجرفها بعيداً عن دورها القومي الرائد.

خلال السنة العجفاء تنحدر مصر نحو هاوية لا أحد يدرك قرارها إذا صارت العجفاء سنتين.

المجتمع المصري استبدل الانقسامات الحادة بالتجانس، والتوتر بالتسامح، والخوف بالأمن، والقلق بالطمأنينة، والتشاؤم تجاه المستقبل بالتفاؤل.

القفز إلى قمرة القيادة في غفلة تاريخية ساذجة، لا يؤمن احتكار الدولة أو وقف حركة التاريخ والمجتمع.

محاولات عبثية تبذلها «الجماعة» في سياق سعارها إلى السلطة وتكالبها على مفاصل الدولة، جعلتها توزع المناصب غنائم مع حلفائها الظلاميين.

مع ذلك تعجز الدولة المصرية العريقة عن بسط سلطاتها على رقعتها القطرية.

ها هي سيناء تكاد تخرج عن مظلة الدولة لتسقط بين أيدي جماعات أكثر تطرفاً، على نحو يجعل بروز «سيناستان» أمراً محتملاً حال تضاعف العجفاء.

بما أن «الإخوان» لا يملكون مثقال خردل من الخبرة السياسية في تصريف أمور البلاد والعباد، أصبحوا يخسرون كل يوم على الصعيد الداخلي والخارجي.

العريان ليس استثناء في الافتقار إلى الكياسة السياسية وفنون الدبلوماسية.

ربما يكون العريان أحد النماذج المكشوفة في أضواء الإعلام.

الجماعة تضم فراعنة عديدين بين «الإخوان»، كل مؤهلاتهم إلى مؤسسات الدولة تنحصر في ولاء أعمى وانغلاق فكري.

هؤلاء الفراعنة الجدد لا يعترفون بدور مصر القومي، وربما لا يعرفونه.

هم كذلك لا يدركون عمق علاقات التعاون بين مصر وشقيقاتها، ومن ثم لا يأبهون بها. هؤلاء الفراعنة الجدد من أمثال العريان لا يحرصون على تعزيز وشائج الدم ورصيد التراث والمصير المشترك وبناء التاريخ المشترك.

هؤلاء لم ينهلوا من نبع القيم العربية الأصيلة، لذلك فإنهم يتطاولون على الكبار ويجنحون إلى التجريح والسباب ويديرون الدولة بهذر التهريج.

بما أن أبناء وبنات شعب مصر يقدرون ثقل الإمارات ودورها القومي، فإنهم كفَوا أبناء وبنات الإمارات مهمة الرد على العريان وهم قادرون على إنهاء مرحلة تيه الفراعنة الجدد.

سرقة الثورة؟ ممكنة وقد حدثت.

سرقة الدولة؟ محاولة عبثية عصية.

Email