انحدار منحنى العائد يشجع الاستثمار في الأسهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

عملية التصحيح الأخيرة التي شهدها العائد على السندات الحكومية في الولايات المتحدة وأوروبا، وهي الأولى من نوعها في 10 سنوات، قد تكون أطلقت عملية تحول في منحنى العائد يمكن أن تتحول لتكون أكثر حدة خلال الأشهر المقبلة. تاريخياً فإن وجود منحنى عائد حاد أشار دائماً إلى انتعاش اقتصادي عالمي، ومع غياب التضخم فإن ذلك يمكن أن يكون أمر إيجابي جداً بالنسبة للاستثمارات في الأسهم وقد يكون إشارة للمستثمرين في الأسهم للقيام بعمليات شراء طويلة الأجل.

منحنى العائد على سندات الخزانة الأمريكية، الذي يقيس الفرق بين العائد على السندات التي تستحق في غضون عامين وتلك التي تستحق خلال 30 عاماً، هو مؤشر جيد جداً بالنسبة للتوقعات المستقبلية بشأن الاقتصاد والتضخم وسياسة الاحتياطي الفدرالي الأمريكي. إن وجود عائد أعلى بكثير على السندات طويلة الاجل، وعلى سبيل المثال تلك التي تستحق بعد 30 عاماً بالمقارنة مع السندات التي تستحق في غضون عامين، تغذي التوقعات ببدء الاقتصاد تحقيق معدلات نمو أسرع بكثير بالمقارنة مع السنوات القليلة الماضية.

هناك دائماً فارق زمني كبير بين التغييرات في السياسات والأنشطة الاقتصادية الفعلية. لقد قام الاحتياطي الفدرالي بخفض معدلات الفائدة بشكل كبير في عام 2008 وأتبع ذلك باعتماد سياسات تيسير كمّي ضخمة، وقد حققت هاتان السياستان نجاحات والانحناء الحالي الحاد في العائد على السندات قد يكون مؤشراً على أن الاقتصاد بدأ من جديد بالتحرك وبشكل قوي.

اعتقد أن البيئة الاقتصادية العالمية الضعيفة ستحرص على بقاء منحنى العائد حاداً لفترة أطول بكثير بالمقارنة مع الفترات التاريخية السابقة بحيث يؤدي تأثيرها إلى تحقيق نمو اقتصادي أقوى بكثير. هناك أيضاً فرصة أن يزداد منحنى العائد انحداراً في الأشهر المقبلة بما أن وزارة الخزانة الأمريكية ومعظم الدول الأخرى تواصل بيع كميات قياسية من السندات الحكومية.

إن النصيحة للمستثمرين العالميين هو الانتظار حتى تأتي اللحظة التي تصبح فيها هذه العوائد أكثر جاذبية، أما بالنسبة للمستثمرين في قطاع الأسهم فإن النصيحة هي أخذ الحذر ومحاولة وضع أنفسهم في القطاعات التي ستستفيد أكثر من غيرها في أي تسارع للنمو الاقتصادي العالمي.

 

Email