تواصل غير مباشر

من المتعارف عليه أن إدارات الاتصال سواء في الحكومة الاتحادية أو المحلية مهمتها الاساسية التواصل مع وسائل الاعلام، وتقديم الاجابات الشافية للاستفسارات والتساؤلات وتنظيم لقاءات مع المسؤولين.

لكن بعض موظفي هذه الادارات يغلقون هواتفهم ولا يجيبون على مندوبي الصحف ليس فقط بعد انتهاء دوامهم الرسمي الذي لا يتجاوز الثالثة عصرا وانما في جميع الأوقات، والحجة الدائمة "الانشغال في الاجتماعات"، بينما هم أنفسهم عندما يكون لهم حاجة ما لدى المحرر لنشر بيان صحافي مثلا، يحرصون على التواصل مع الصحافي بابتسامة ودبلوماسية عالية طلبا لمساحة النشر الواسعة والمكان المميز.

نعلم أن من مهام ادارة الاتصال الحكومي ابراز اخبار الجهة التابعة لها، لكن للإعلام أهمية كبرى في عالم اليوم، ومن مهام هذه الادارات تسهيل عمل الصحافي المجتهد للحصول على معلومة خاصة تهم المجتمع وتساهم في تقدمه وتلافي الأخطاء ان وجدت.

عندما يرسل الصحافي أسئلة ما لأي من الادارات هذه، ثم ينتظر فترة قد تمتد الى أسابيع وحتى أشهر للحصول على اجابة، بينما يحار في معرفة الادارة المختصة للرد على أسئلته أو مصيرها، وبعد طول عناء تصله اجابة مبسترة لا تتعدى كلماتها الـ50، وهي التي لا تصلح للنشر في أي فن صحافي كان.

التواصل غير المباشر بين الإعلام والمسؤول عقيم ولا يجدي المجتمع، والآمال كلها معلقة على نظام الإحاطات الإعلامية.