نظرة مستقبلية إيجابية لأسواق الأسهم العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم أداء جيداً ونهجاً تصاعدياً وهي تحاول الوصول إلى مستويات تاريخية جديدة.

الجدير بالذكر أن محاولتها الأخيرة للارتفاع إلى مستويات قياسية جاءت قبيل الأزمة المالية العالمية في 2008.

إن سعي أسواق الأسهم للارتفاع والوصول إلى معدلات قياسية هي مسألة عادية، ولكن ما يميّز المحاولة الحالية هو التناقض بين وضع الأنشطة الاقتصادية العالمية والارتفاع الذي تحققه أسواق الأسهم وهو أمر مثير للاهتمام والانتباه ويحضّر الأرضية لمناقشات وحوارات ساخنة.

تنتشر في العالم حالياً وبشكل يومي الأنباء التي تتحدث عن خفض التوقعات بالنسبة لمعدلات النمو الاقتصادي إلا أن أسواق الأسهم تواصل على الرغم من ذلك الارتفاع.

ولكن لماذا يستمر المستثمرون في ضخ الأموال في الأسواق؟ إن سبب التباين الرئيسي بين الأسواق والظروف الاقتصادية الضمنية، كما هو معروف للجميع، هو الارتفاع الكبير في حجم السيولة العالمية.

لقد كانت البنوك المركزية مشغولة منذ عام 2008 بتوريد الأموال الرخيصة إلى الأسواق المالية. وشهدنا مؤخراً انضمام بنك اليابان المركزي إلى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا في الجهود التي يبذلوها لرفع أسعار الأصول.

أرى أن هذه الجهود هدفها بالتأكيد رفع أسعار الأصول ولكن مصدر القلق الرئيسي بالنسبة للمسؤولين في هذه البنوك هو ضمان عدم تحول التضخم إلى انكماش ما سيشكل عندها مشكلة أكبر بكثير بالنسبة لهم. تتمثل إحدى الإشارات المثيرة للقلق في بدء انخفاض معدلات التضخم، وفي مثل هذه اللحظة فإن هذه البنوك المركزية ستكون كمن يحدّق في ثقب أسود.

من الواضح أنهم لا يريدون إثارة الخوف في نفوس المستثمرين من ذلك ولذلك هم يواصلون التحدث عن "تحجيم" التضخم. إن برامج شراء السندات التي تقوم بها هذه البنوك المركزية أدت إلى الاستثمار في الأصول ذات المخاطر العالية بما أن المستثمرين يبحثون عن العوائد. كما كان المستثمرون يواصلون على الاقتراض بمعدلات فائدة منخفضة جداً في إطار مراهنتهم على الأسواق.

إن وجهة نظر المستثمرين الأذكياء في الواقع تقول إن الأسس الاقتصادية الضعيفة تمثل أمراً إيجابياً لأنهم يدركون أن السياسات المالية الميسّرة للغاية التي تعتمدها البنوك المركزية ستتواصل ومعدلات الفائدة على الاقتراض ستبقى منخفضة. بالإضافة إلى ذلك فإن التحول الأخير في منحنى العائد هو عامل إضافي آخر.

أما بالنسبة للمستثمرين العالميين فإن الصورة بدأت تتوضح أكثر بالمقارنة مع العام الماضي، وهم وبتشجيع من الارتفاع الذي تشهده الأسواق المالية مؤخراً يرون آفاقاً أفضل في بعض الأماكن الأخرى.

كما أن الكلام الأخير في أوروبا عن إنفاق المليارات على برامج لتوظيف الشباب، والتلميحات حول تخفيف إجراءات التقشف سيشكلان مصدراً آخر للنمو الاقتصادي.

 وبالإضافة إلى ذلك فإن التراجع في أسعار السلع والنفط الخام إلى جانب انحدار أسعار الذهب أدت جميعها إلى تغيير مشاعر المستثمرين تجاه الأسواق التي تستفيد أكثر من غيرها من انخفاض أسعار السلع والنفط.

 

Email