أداء أفضل لأسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة

يشهد أداء أسهم الشركات العالمية الصغيرة والمتوسطة أداء أفضل بكثير بالمقارنة مع أداء الشركات الكبرى في العالم. ولا يزال معظم المستثمرين متخوفين من عمليات التقلّب والسيولة ولذلك فهم مستمرون في التركيز بشكل كبير على أسهم الشركات الكبرى.

تعيش معظم أسواق الأسهم منذ عام 2008 حالة عدم استقرار، الأمرَ الذي دفع المستثمرين للابتعاد عنها وعدم الاستثمار فيها. وللأسف فوّت مستثمرون عالميون كثيرون على أنفسهم فرصةَ الاستفادة من ارتفاع كبير في السوق وهو ارتفاع مستمر حتى اليوم.

أما الذين كانت لديهم الجرأة للدخول لأسواق الأسهم فقد استثمروا بشكل رئيسي في الشركات متعددة الجنسيات الكبيرة على أمل أن يؤدي تنوّع أعمال هذه الشركات على المستوى العالمي إلى حمايتها من أي تدهور اقتصادي. في المرحلة الحالية، أؤكّد على نصيحتي هؤلاء المستثمرين للبدء بالاستثمار في أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة المُدرجة في العالم.

هناك مزايا غديدة محتملة للاستثمار في أسهم الشركات الصغيرة، فقد وفّرت هذه الأسهم تاريخيّا عوائدَ طويلة الأجل أفضلَ بالمقارنة مع أسهم الشركات الكبيرة. معظمُ المستثمرين العالميين مدركون لوضع الشركات الصغيرة والمتوسطة في أسواقهم المحلية أكثرَ من الشركات العالمية.

وعلى الرغم من الأداء الضعيف نسبياً في العامين الماضيين، إلا أن أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة حققت عوائدَ أقوى بالمقارنة مع أسهم الشركات الكبيرة على مدى فترات أطول من الزمن.

إن هذا التفوق في الأداء منطقي تماماً بالنظر إلى أن أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة هي في معظمها أسهمُ نمو ولعوائدها القدرةُ على النمو بشكل أسرع بكثير بالمقارنة مع أسهم الشركات الكبيرة.

لقد كانت العوائد على المدى الطويل التي توفرها أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة مقنعة رغم بعض السلبيات، إذ يرى معظم المستثمرين أنها محفوفة بالمخاطر وهي صفة تشير إلى تقلّب أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة، ولكنها تعني خسارة رأس المال المُستَثمر بالنسبة لصغار المستثمرين. ويمنح الاستثمار في أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم المستثمرين مرونة جغرافية إلى جانب توفر الأسهم على نطاق أوسع بكثير.

وهذا الأمرُ في حد ذاته شكلٌ من تنويع الاستثمارات جغرافياً ووفقاً للقطاعات وهو ما يخفض من حدة التذبذب.

كما يتيح توسّع الخيارات العالمية للاستثمار في الشركات، بفضل توفر أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة، إمكانيةَ دراسةِ مجموعةٍ أكبرَ بكثير من الفرص الاستثمارية المتاحة على الصعيد العالمي.

نحن نوصي المستثمرين الذين يفكرون في الاستثمار في أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة بعيداً عن أسواقهم المحلية، بأن يأخذوا في الاعتبار أسهمَ الشركات العالمية الصغيرة والمتوسطة المُدرجة في أسواق الدول المتقدمة والتي لديها سجل جيد في تحقيق النمو والأرباح.