الخبر السعيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

يوم ليس كغيره من الأيام.. استيقظت من نومي وإذا بزوجتي جالسة بجانبي بعد الانتهاء من مناوبتها الليلية، وابتسامة عريضة تعلو محياها. التفتت قائلة بصوت مليء بالسعادة والطاقة الإيجابية: «أنا حامل ولله الحمد».

مرحلة مختلفة، يقوم فيها جسم الحامل بإعادة ترتيب الأوراق وتهيئة الأعضاء للقادم الجديد. التحدي يكمن في خلق توازن بين متطلبات الجسم أثناء الحمل، والمتطلبات الخارجية على المرأة من المهام المنزلية والوظيفة (خصوصاً للعاملات).

زيادة نسبة النساء العاملات، أدت إلى وجود عدد أكبر من الحوامل في بيئات العمل المختلفة، الحكومية منها والخاصة. بعض هذه الوظائف يحتوي على مخاطر على صحة الحامل والجنين، ومعرفة هذه المخاطر وتقييمها سيجنب الحامل آثارها السلبية المختلفة.

العمل المجهد، مثل الذي يتطلب الوقوف طويلاً أو السير لفترات طويلة أو حمل أشياء ثقيلة أو العمل في نظام المناوبات المسائية والليلية، قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، والولادة المبكرة، وانخفاض أوزان المواليد، حيث تبين في إحدى الدراسات الحديثة، أن الإجهاد البدني مجتمعاً مع العمل لمدة تزيد على 40 ساعة في الأسبوع، وحمل أشياء ثقيلة في نفس الوقت، يزيد من احتمالية حدوث الإجهاض المتأخر وانخفاض وزن المولود لدى الحوامل.

التعرض إلى العدوى في مكان العمل، وبالخصوص للعاملات في الحقل الصحي اللاتي لم يحصلن على التطعيم، مثل الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي والحصبة والجدري، يؤدي إلى الإجهاض، وفي بعض الأحيان إلى انتقال العدوى للجنين.

التعامل مع مواد علاجية معينة، مثل العلاج الكيميائي الذي يستخدم في علاج السرطان، قد يزيد من معدلات الإجهاض، وانخفاض وزن المولود، وتشوهات خلقية.

أما التدخين السلبي، وهو تعرض الحامل لدخان المحيطين بها سواء في بيئة العمل أو خارجها، فيؤدي بإجماع معظم الدراسات إلى التأثير في نمو الجنين في رحم الأم، وانخفاض أوزان المواليد، وفي بعض الأحيان يؤدي إلى الولادة المتأخرة.

مخاطر عدة وتحديات من جانب، ولكن في المقابل هناك دراسات أخرى تبين إيجابية العمل وتأثيره الطيب في النفسية، خصوصاً عند وجود علاقة انسجام بين الموظف ووظيفته. إذاً، هل نمنع الحوامل من العمل حتى تتم الولادة أم ماذا؟

مؤشرات عدة جعلت دولتنا الحبيبة في مقدمة الدول التي يقصدها الناس للعمل، بسبب وجود بيئات عمل جاذبة، وهذا ينطبق لحد ما على فئة الحوامل. الكثير من جهات العمل في الدولة، تمنع التدخين في أروقتها كجزء أساسي من اللوائح والقوانين الداخلية لها، وهذا الإجراء يساعد بشكل كبير على منع مضاعفات الحمل والتشوهات الخلقية للجنين.

السماح بزيارات الحامل الدورية للمستشفى، إجراء آخر تقوم به معظم، إن لم نقل جميع جهات العمل، حفاظاً على مخرجات سليمة.

وهناك بعض الإجراءات الأخرى التي إن وجدت، ستساعد على حصول حمل سليم وخالٍ من أي مضاعفات بإذن الله. وعلى سبيل المثال لا الحصر: ممارسة تمارين التنفس العميق واليوغا وغيرها من تمارين الاسترخاء، الإكثار من السوائل أثناء العمل، لبس الملابس والأحذية المريحة، التقليل من الانحناء ورفع الأشياء الثقيلة. وللعاملات في الحقل الصحي أخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من الإشعاعات، والتأكد من أخذ التطعيمات اللازمة ضد الأمراض التي سبق ذكرها.

إجراء أخير لو تم تطبيقه، فهل سيوفر بيئة عمل سليمة وجاذبة ويزيد من تعداد السكان: صرف مكافأة خاصة لكل مولود جديد للحامل العاملة؟

 

Email