7x7

يتفقــون على ساعــة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل عدة أعوام وأثناء دراستي في أميركا لفت انتباهي قيام معظم، إن لم تكن جميع المنازل بإطفاء الأنوار بعد غروب الشمس بعدة ساعات وبالكاد يكون هناك مصباح مضاء. تلك أحدى السلوكيات التي لفتت انتباهي وأعجبتني ويأمرنا ديننا الحنيف بتطبيقها. قبل يومين احتفل العالم بساعة الأرض، من الساعة 8:30 إلى 9:30 مساءً.

دولتنا الغالية ليست استثناء، بل شاركت العالم وكانت في صميم المبادرة. العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة شاركت عبر إطفاء أضوائها في تلك الساعة، وتشجيعها للمشاركة في هذا الإجراء الرمزي التوعوي. فسكان الأرض الذين يختلفون على كل شيء تقريباً، يتفقون على ساعة هدوء، من غير أضواء أو ضوضاء.

بدأت حملة ساعة الأرض من مدينة سيدني الاسترالية عام 2007 فاستخدمت المطاعم شموعاً للإضاءة وأطفئت الأنوار في المنازل والمباني البارزة، وبعد نجاح الحمله ومشاركة 2.2 مليون شخص من سكان سيدني انضمت 400 مدينة لساعة الأرض 2008، وكانت دبي هي المدينة المشاركة الأولى عربياً عام 2009. ويعتبر هذا هو العمل الجماعي الأكبر في تاريخ البشرية، إذ شارك العام الماضي في هذا الحدث أكثر من 1.5 مليار شخص ، وانضم إليه أكثر من 7000 مدينة في 150 دولة.

ساعة الأرض حدث عالمي يقوم من خلاله ملاك الأعمال والمنازل بإطفاء الأضواء والأجهزة الإلكترونية غير الضرورية لمدة ساعة في آخر سبت من مارس كل عام، لنشر الوعي حول أهمية ترشيد استهلاك الطاقة من أجل الحفاظ على الطبيعة وحماية البيئة ورفع الوعي بخطر تغيير مناخي يعود بالضرر على البشرية. لأن إسرافنا في استخدام الطاقة يهدد بانبعاث الغازات السامة، وخسارة مصادر الطاقة التي قد تعود بنا إلى الحياة البدائية .

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وضح بتغريدة في تويتر على إن الحفاظ على البيئة مبدأ أساسي في البرامج التنموية والمشاريع الوطنية لحكومتنا، وشدد سموه على حق الأجيال القادمة أن يرثوا بيئة صحية ونظيفة. لذلك علينا أن نتحرك وبشكل سريع في المشاركة في الحفاظ على هذه الطاقة وترشيد استخدامها لضمان استمراريتها للأجيال القادمة.

 المشاركة لا تنبغي فقط أن تكون في ساعة واحدة في العام، بل المبادرة في التعود على إطفاء الأضواء والأجهزة المنزلية غير الضرورية، حيث من الضروري جداً دعم الجهود التي تبذلها قيادتنا الرشيدة من أجل تحقيق التنمية المستدامة. علينا جميعاً، كل في بيته وفي عمله، اتباع النصائح نحو استهلاك رشيد في حياتنا اليومية. فالإسراف قطعاً مذموم، ومطلوب الوقوف في وجهه بالتوعية أولاً، ومن ثم بالرقابة، وسن الأنظمة والقوانين، لتحقيق التغيير البيئي المطلوب في مجتمع وطننا العزيز.

Email