رقصة أطاحت الوزير

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن وزير التربية في الحكومة التونسية السابقة عبد اللطيف عبيد يعلم أنه سيفقد منصبه بسبب رقصة "هارلم شيك"، ففي حين كان حمادي الجبالي قد استقال، وعلي العريض ينتظر تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، حاول الوزير االمنتمي لحزب التكتّل أن يتقرّب من حركة النهضة عساها تجدد الثقة فيه بحقيبة التربية.

وخرج الأحد وهو يوم العطلة الإسبوعية ليدلي بتصريح مصوّر لموقع على "فيسبوك"، مندّدا بإقبال طلبة معهد الإمام مسلم الثانوي بالمنزه على رقصة الهارلم شيك في غياب الكادر التعليمي، ودعوته لإجراء تحقيق إداري، لاحتواء الرقصة على مواقف منافية.

لكن جرت الرياح بما لا تشتهي سفن الوزير، إذ خرج طلبة الجامعات والمعاهد ليؤدوا الرقصة تحديا للوزير ولـ"النهضة"، وباتت صرخة للشباب، سرعان ما انتقلت لنظرائهم المصريين الذي قاموا بتأديتها أمام مقر جماعة الأخوان بالمقطم .

وكادت الأمور في عدة مناطق أن تصل الى ما لا تحمد عقباه، بعد أن تحرّش الشباب السلفي بالراقصين، وحدثت اشتباكات وخاصة في مدن سوسة والمهدية والقيروان، وتحوّل الموضوع الى قضية وطنية، يناقشها الساسة، ويهتم بها الإعلام المحلي وتتابعها وسائل الإعلام الدولية والمنظمات الحقوقية.

وللتنصّل من تبعات المشكلة، قالت حركة النهضة إنه لا مجال لإعادة الثقة في عبيد، ووافقها حزب المؤتمر والمعارضة، واكتفى حزب التكتّل بالصمت، وأدرك الوزير المعزول أن قرار الإطاحة به قد صدر يوم فتح على نفسه باب "هارلم شيك".

Email