الظهـــور الإعـــلامي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تناقلت بعض وسائل الإعلام المختلفة ومنها المحلية خبر انتقاد إعلاميين ومراقبين أميركيين لسيدة البيت الأبيض ميشال أوباما، لمبالغتها في الظهور التلفزيوني أخيراً، حيث بلغ عدة مرات ظهورها خمس مرات خلال اسبوعين.

وقال المنتقدون إن هذا الظهور يحرق صورة ميشال، ويأتي بنتائج عكسية تتمثل في تراجع شعبيتها. عند قراءتنا لهذا الخبر نعي أهمية هذا النقد وملاحظة الشارع الأميركي لعدد مرات ظهورها إعلامياً رغم أنها السيدة الأولى في أميركا.

في حين وللأسف نرى ظهور بعض المسؤولين شبه يومياً تقريباً إن لم يكن يومياً في وسائل الإعلام المحلية وخاصة الصحافة المقروءة بأخبار لا تستحق النشر والقراءة، ولمجرد الظهور لا أكثر من ذلك، حتى أصبحت إدارات وأقسام الاتصال في بعض المؤسسات لا شاغل لها إلا إبراز مسؤوليها للصحافة بشكل مستمر ودوري، بدلاً من تأدية أدوارها في التخاطب الفعال مع أفراد المجتمع وإبراز دور وهدف المؤسسة في خدمة جمهورها.

قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، تسعى دائماً إلى تحقيق التميز في شتى مجالات العمل وتشجيعها للمسؤولين بالتواصل المباشر البناء مع الجمهور، حيث يكرر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله، توجيهاته لجميع المسؤولين في العمل بجد في إسعاد المواطن بشكل متواصل، ودعوته بقيام المؤسسات الحكومية بترحيبها بالمتعاملين معها بنفس الطريقة التي ترحب بها الفنادق الرائدة بروادها، ودعوته باستخدام تطبيقات الهواتف الذكية في تواصلها مع جماهيرها.

كما اتضح اهتمام قيادتنا بفن التواصل في أعمال الدورة الثانية من منتدى الاتصال الحكومي الذي استضافته الشارقة الأسبوع المنصرم وكان على مدى يومين تحت شعار "تواصل فعال ... خطاب موحد" وذلك بحضور 2500 مشارك وشخصيات سياسية وإعلامية محلية وعربية وعالمية.

نلاحظ من شعار المنتدى كلمتي "تواصل فعال"، أي أن يكون تواصل المؤسسات الحكومية، سواء كانت اتحادية أو محلية، مع جماهيرها ذا فائدة ومصلحة للوطن والمواطن والمقيم على أرض زايد الخير "طيب الله ثراه".

أهم أسباب فشل التواصل بين المؤسسات وجماهيرها هي أن وسائله المستخدمة وخطاباته ولغته وأفكاره لا تؤدي الغرض المطلوب، وبالتالي للأسف تكون في معظم الأوقات غير ناجحة.

كما يجب على مؤسساتنا في تواصلها مع جماهيرها أن تكون مؤسسات إنجاز وتحقيق لأهدافها الاستراتيجية والتقيد برؤية حكومتنا، حفظها الله، رغبة في تحقيق المركز الاول في شتى المجالات. علينا أن نعمل على أن يكون التواصل الفعال من خلال نوعية ومادة الخبر الذي يستحق فعلاً النشر والقراءة، بدلاً من أخبار لا هدف لها سوى الظهور الإعلامي المتكرر.

Email