الإمارات والقيم «2-2»

ت + ت - الحجم الطبيعي

هذه القيم النبيلة التي قامت عليها إماراتنا الفتية الشامخة، أثمرت صورة مشرقة في الداخل والخارج، وأصبحت محل تقدير وإشادة من كل المنصفين.. ولأن سنة الله ماضية، فلا يخلو الأمر من حاسدين، وقد قام بعض الحاسدين المغرضين الذين يحملون أجندات خاصة، بقلب الحقائق، ونشر أمور مغلوطة عن دولتنا الحبيبة، متنافية مع مقتضى الدراسة الموضوعية والعقلانية والأسس السليمة في التقييم، وإن الواقع الصريح يشهد خلافها.

وقد أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة مراراً وتكراراً، إعلاءها قيم التسامح والعدل والمساواة واحترام الثقافات والأديان، في مواجهة الظلم والتطرف والإرهاب.. ويحرص دائماً صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على إرساء قيم العدل والتسامح والمساواة واحترام الثقافات والأديان، من أجل تأمين الأمن والاستقرار للجميع، والعمل على مواصلة التطور الاقتصادي والاجتماعي داخل الدولة وخارجها.

وقد أسفر استطلاع «القيم المجتمعية» لدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي أجراه مؤخراً مركز «باريت» الدولي، بالتعاون مع برنامج «وطني»، عن نتائج هامة وذات دلالات عميقة، منها تصدر العلاقات الأسرية والتمسك بالأخلاق الحميدة، لمجموعة القيم والسلوكيات المجتمعية التي تميز مجتمع الإمارات بمختلف شرائحه السكانية.

وقد أظهرت نتائج هذا الاستطلاع، الذي يعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، أنه على الرغم من التنوع الكبير في الجنسيات التي يتكون منها النسيج المجتمعي لدولة الإمارات، إلا أنه يتمتع بانسجام رائع ومميز، الأمر الذي يعكس كفاءة الآليات الثقافية القائمة، والتي تخلق سلاسة وانسيابية في التعامل، وتأسيس العلاقات بين المواطنين الإماراتيين والمقيمين على أرض الإمارات.

وأشارت نتائج الاستطلاع إلى تربع عدد من القيم والسلوكيات على قائمة القيم المجتمعية، التي تتمتع بها الإمارات العربية المتحدة. فعلى صعيد القيم الشخصية، تضمنت أبرز القيم كلاً من الاهتمام بالأسرة، الاهتمام بالآخرين، الاحترام، الصراحة، التمسك بالأخلاق، الحرص على الإنجاز، الطموح والالتزام بالواجبات، بالإضافة إلى التعاون وسعي الفرد لأن يكون فاعلاً في المجتمع.

وكشف الاستطلاع أن أهم القيم والسلوكيات في نظر المشاركين حالياً، أو تلك التي يتطلعون إلى رؤيتها في المستقبل، تتضمن الاهتمام بالجيل الجديد، والاحترام والاعتزاز بالمجتمع المحلي، والإبداع والاهتمام بالأسرة، وتوفر السكن المناسب.

كما عكس الاستطلاع العديد من الإيجابيات التي يلمسها القاطنون في مجتمع الإمارات، والتي شملت قيماً متعددة، في مقدمها الأمن وفرص التعليم، والاهتمام بالجانب الجمالي، بالإضافة إلى الولاء. أما الابتكار وفرص العمل والاستقرار المالي والصدق والصراحة، فكانت بعضاً من القيم التي يفضل أن يلمسها بعض المشاركين في الدولة.

وبشكل ملحوظ، أظهرت نتائج الاستطلاع أن الإمارات العربية المتحدة جاءت في مرتبة متقدمة، ضمن أدنى مستويات الطاقة السلبية المجتمعية بين 18 بلداً، وفقاً لدراسة قام بها مركز «باريت» الدولي منذ عام 2007.. فمصطلح «مؤشر الطاقة السلبية المجتمعية».

والذي يشير إلى مستوى الإحباط والانزعاج والتململ التي يشعر بها الناس عادة تجاه النظم التي تحكم حياتهم، بلغ 12 % فقط في الإمارات، مقارنة بنسبة بلغت 72 % في فنزويلا، و63 % في آيسلندا، و60 % في الأرجنتين. بل إن الدول المتقدمة، كالمملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، شهدت نسباً مختلفة في مؤشر الطاقة السلبية المجتمعية بين سكانها، تراوحت بين 59 % و57 % و56 % على التوالي.

وكانت دولة الإمارات إحدى دولتين من بين 18 دولة تم إجراء الاستطلاع فيها، التي كانت قيمها العشر الأول جميعها إيجابية، ما يشير إلى أن الأفراد القاطنين في الدولة يتمتعون بنسبة عالية من الرضا والارتياح من الوضع العام في الدولة.

كما أن دولة الإمارات هي الدولة الوحيدة من ضمن الدول التي أجرى المركز استطلاعاً للرأي فيها حتى الآن، أظهرت أن «السلام والأمن والأمان» يأتي في مقدم القيم العشر الأولى التي يتمتع بها المجتمع. وقد عززت هذه النتيجة من قدرة الإمارات العربية المتحدة على تجاوز عدد من أكثر البلدان تقدماً في العالم، في تحقيق هذا العامل الحاسم في تحقيق الاستقرار، والذي يتطلع إليه أي مجتمع.

وتم تحديد القيم الثلاث، وهي: الاحترام، والاهتمام بالأسرة، والتمسك بالأخلاق، لتكون الأساس الذي تبنى عليه ثقافة مجتمع دولة الإمارات، كأبرز القيم والسلوكيات التي تسوده، حيث كانت ضمن الأولويات العشر التي حددها الجمهور المشارك، كقيم شخصية موجودة، وقيم يطمحون إلى تعزيز وجودها في المستقبل.

ويمثل وجود هذه القيم الشخصية، عاملاً بارزاً ومؤثراً في قيادة الدولة نحو تعزيز جهودها الراهنة في حفظ وتحسين الأمن والرفاهية لشعب الدولة.. كما أن هذه الحقيقة تدحض الاعتقاد الشائع بأن دولة الإمارات، دولة مادية تسعى إلى تحقيق الرخاء الاقتصادي فقط، حيث أوضح 75 % من المشاركين أن هذه القيم الثلاث، هي أهم القيم التي يؤمنون بوجودها في مجتمع الإمارات، ويطمحون إلى استمراريتها.

وتسهم النتائج التي خرج بها هذا الاستطلاع الهام، في توفير رؤية واضحة لأفضل الطرق والأساليب التي تساعد صناع القرار في إطلاق المبادرات التي تؤثر بشكل إيجابي في المجتمع وأفراده، إضافة إلى دوره في دعم عملية وضع السياسات والاستراتيجيات، بما يتناسب مع قيم وتوجهات المجتمع والسلوكيات الرئيسة التي تحكمه.

 

Email