مطبات هوائية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر السفر بالطائرات مشوقاً ومتعةً كبيرةً للكثير من الناس، رغم أنه قد يكون روتينياً للبعض من كثرة سفراتهم وترحالهم. ورغم حبنا للسفر وكل ما يتضمنه من خبرات ومكتسبات ثقافية وعلمية وماشابه ذلك، إلا أن هناك فئة ولو كانت قليلة تتغير تصرفاتها وتنقلب رأساً على عقب بمجرد ركوبهم الطائرة وتحديداً أثناء حدوث ما يسمى بالمطبات أوالاضطرابات الهوائية.

 بسبب كثرة أسفاري أقابل العديد من هؤلاء الأفراد الذين لا يمكن التحدث معهم في فترة المطبات الهوائية، وبمجرد النظر إليهم تجد وجوههم قد اصفرت واحمرت، رغم أن الكل يدرك أن الطيران أكثر وسيلة نقل آمنة مقارنة بالوسائل الأخرى. تؤكد ذلك إحصائيات "أياتا" بأنه رغم سفر 3 مليارات شخص تقريباً سنوياً، إلا أن هناك فقط حادثة واحدة لكل 2.7 مليون رحلة جوية.

تتعدد أسباب المطبات الهوائية، لكن يمكن اختصارها في: مطبات الحمل الحراري التي تنتج من الحرارة الناتجة عن سطح الأرض التي تتسبب في تحريك الهواء عمودياً إلى الأعلى، فعند ازدياد كمية الهواء تزداد قوة المطبات. وهنالك مطبات سلسلة الجبال حيث إن مع وجود الجبال يتحرك الهواء بسرعة عالية على مستوى منخفض من سطح الأرض مما يؤدي إلى مطبات قوية. كما أن انحدار الهواء إلى الأسفل يكون مع انحدار الجبال مكونة مطبات في الارتفاعات المنخفضة. كما توجد أيضاً مطبات انقلاب درجات الحرارة تنتج عن التغير الذي يحدث في درجة الحرارة بسبب انكسار الرياح، وتحدث المطبات القوية عند زيادة سرعة الرياح في ارتفاعات مختلفة عن سطح الأرض.

يعتقد الكثير منا أن المطبات الهوائية خطرة وقد تسبب في سقوط الطائرات ولايمكن تفاديها، إلا أن ذلك ليس صحيحاً حيث إن الطائرات وخاصة الحديثة مزودة بأجهزة توفر وسائل سلامة أفضل، ويتم تصميمها على تحمل أكثر بكثير من أي مطبات هوائية من المحتمل أن تواجهها الطائرات. كما أن الطيارين يقومون بكل ما في وسعهم ويبذلون جهوداً جبارة لتفادي المطبات وبالتالي المحافظة على سلامة وراحة ركابهم. يقوم الطيارون أيضاً أثناء الرحلة باستخدام المعلومات الواردة من الطيارين الآخرين من خلال تبادل المعلومات حول نشاط الرياح والمطبات وأماكن وجودها.

لتفادي التفكير في المطبات أثناء الرحلات علينا دائما الانشغال بأشياء أخرى كالقراءة أو مشاهدة الأفلام أو ما شابه ذلك. كما يتوجب علينا ربط أحزمة المقاعد ما دمنا جالسين في مقاعدنا. والأهم، وبما أننا نؤمن بقضاء الله وقدره، يجب علينا دائماً تذكر الآية القرآنية: "أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِكُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ". رحلة سعيدة خالية من المطبات الهوائية.

Email