«لقــد توفــي البارحــة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أحد الأيام وصل الموظفون إلى مكان عملهم فرأوا لوحة كبيرة معلقة على الباب الرئيسي لمكان العمل كتب عليها "لقد توفي البارحة الشخص الذي كان يعيق تقدمكم ونموكم في هذه الشركة، ونرجو منكم الدخول وحضور العزاء في الصالة المخصصة لذلك". في البداية حزن جميع الموظفين لوفاة أحد زملائهم في العمل، لكن بعد لحظات تملك الموظفون الفضول لمعرفة هذا الشخص الذي كان يقف عائقاً أمام تقدمهم ونمو شركتهم.

بدأ الموظفون بالدخول إلى القاعة لإلقاء نظرة الوداع على الجثمان وتولى رجال الأمن بالشركة عملية دخولهم ضمن دور فردي لرؤية الشخص داخل الكفن وكلما رأى شخص ما يوجد بداخل الكفن أصبح وبشكل مفاجئ غير قادر على الكلام وكأن شيئاً ما قد لامس أعماق روحه. لقد كان هناك في أسفل الكفن مرآة تعكس صورة كل من ينظر إلى داخل الكفن وبجانبها لافتة صغيرة تقول: هناك شخص واحد في هذا العالم يمكن أن يضع حداً لطموحاتك ونموك في هذا العالم وهو أنت.

هذه حكاية وحكمة جميلة قرأتها مؤخراً وذكرتني برد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على أحد الأسئلة التي طرحت خلال أعمال القمة الحكومية التي نظمتها مشكورة وزارة شؤون مجلس الوزراء الأسبوع المنصرم بمشاركة مميزة من سموه. فقد شرح لصاحب السؤال عن معنى الطاقة الإيجابية قائلاً: "من يتبع الإيجابية يكون ناجحاً ومن يتبع عكسها يكون إنساناً سلبياً ويتراجع".

كما استطرد سموه بأن "التحديات قائمة كل يوم والتغلب عليها يتطلب توفر الطاقة الايجابية في الانسان التي تعني التفاؤل بيوم جديد عند كل صباح، فمن يصحو من نومه متفائلاً مبتسماً يظل نهاره مبتسماً وكله تفاؤل والطاقة الإيجابية عند الانسان تجعله قوياً مستعداً لمواجهة التحديات بروح عارمة وبإصرار أكيد، أما الطاقة السلبية فهي تحبط المرء وتسلبه قوته وإرادته وتفاؤله".

مغزى الحكاية أن أهم شيء قد يعيق تطور وتقدم الموظف هو نفسه إذا ما كان دائما سلبياً ومتشائماً، مسلوب الجرأة والإرادة والتطور. لذلك يجب أن تكون في داخلنا طاقة إيجابية تغيير نظرتنا وتفكيرنا للأمور، وتساعدنا وبشكل كبير على مواجهة معوقات الحياة وصعابها مهما كانت. كما أن أثارها جداً إيجابية علينا خاصة في مجال العمل، حيث تؤدي إلى تطور الإنتاج وتقديم أفضل الخدمات للعملاء مما يعكس على جودة مؤسساتنا وبالتالي نمو الاقتصاد الوطني وتميزه.

العديد من الدراسات توضح بأن أهم مصادر جلب الطاقة الإيجابية هو القرب من الله سبحانه. كما أنه يستحسن ممارسة الرياضة خاصة المشي وبشكل متواصل وتذكر الاشياء التي أنعمها الله علينا، خاصة نعمة الأمن والأمان على أرضنا الغالية. إذاً، علينا التخلص من الأفكار والمعتقدات السلبية، لأن الطاقة الإيجابية أحد أهم أسباب نجاحنا في مؤسساتنا، والتزود بشحناتها وسيلة للبحث عن التميز والتفوق في شتى مجالات أعمالنا مهما بلغت صعوبتها، خاصة إذا ما تمتعنا بخدمة الإمارات وعشق ترابها.

Email