غرامات المصارف الإسلامية

ت + ت - الحجم الطبيعي

المصارف الإسلامية هي المؤسسات الربحية التي تهدف لتقديم خدمات صيرفة بضوابط إسلامية، وتوجد عندها هيئة شرعية لتحقيق هذا الهدف ويقع في ذمتها الحلال والحرام. نجد في بعض المسائل خلاف نتيجة فهم متباينا بين أهل العلم في النظر والأثر.

اخترت هذا الموضوع لكثرة ما تردني استفسارات عنه، وكتبته لكم في الحرم النبوي على ساكنه أفضل الصلاة والسلام بعد ركعتي استخارة. ما يظهر لي في هذا الموضوع التالي: أولا: كل المصارف الإسلامية هي مؤسسات ربحية تقدم خدمات موازية للبنوك الربوية لكن بمنظور إسلامي وشرعي، فالمنتجات التي تنافسها هي عمليات تقديم الصيرفة ليتمكن المسلم اليوم العيش في هذه البيئة الاقتصادية ضمن إطار شرعي إسلامي .

ثانيا: العقود التي قامت بها البنوك أساسها الحقيقي لأغلب مستخدميها في جوهرها ديون (قروض) وتعني حاجة الفرد للمال للقيام بعملية الاستهلاك. ولا تقوم هذه مقام القرض الحسن الذي كان يقدمه بيت المال وأهل الخير للمحتاجين.

ثالثا: القاعدة الأصولية في علم الأصول تقول "إن كل قرض جر نفعا فهو ربا" وهنا يكون إغلاق هذا الباب أولى وخاصة البنوك التي لا تعتمد في حقيقة دخلها على الغرامات. لكن تعتمد عليها في جعل المقترضين أكثر جدية بالدفع، وهناك طرق أخرى قام بها عدد من البنوك مثال: احتجاز المبالغ من حساب العميل ،وخطاب ضمان تحويل الراتب ونهاية الخدمة وغيرها، وأيضاً آليات القضاء والمحاكمة.

رابعا: إن عملية اكتساب لأي دخل تكون نتيجة عمل يقوم به الفرد أو المؤسسة ويتقاضى عنها رسوما أو راتبا، لكن هذه الغرامات تكون نتيجة عملية جوهرها الديون وعدم سداد أقساطها في الوقت المحدد وهذا ليس عملا.

فتكون نتيجة تأخير الوقت و يظهر تعسر الطرف الآخر فلا أرى غير الرسوم تكون حقا للبنك لتكاليف عملية المتابعة وخلافه وهذه يجب ان تكون رسوما حقيقية لا يضاف عليها درهم واحد "فلا ضرر ولا ضرار".

خامسا: كان ابوحنيفة صاحب المذهب ثريا وكان كثيرا ما يقرض الناس، فزاره رجال في المحل وقالوا له إن فلان مريض فهل تأتي معنا نزوره، فقال أبو حنيفة ومن صاحبكم فقالوا فلانا قال أذهب وكان قبيل الظهيرة. فوصلوا بيت المريض واستظلوا بحائط بيته حتى يؤذن لهم في الدخول بينما وقف أبو حنيفة في الشمس فقال له القوم لو استظليت بجدار البيت حتى يؤذن لنا فالشمس حارقة.

فقال الإمام أبو حنيفة : إن صاحب هذا البيت مديون لي فأخاف أن يجر القرض نفعا فأكون رابيت. سادسا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الحلال بين وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام.

Email