7x7

آخر الزمان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شك أن كل فن يحتاج إلى عالم ماهر في علمه، وخبير قد اختبره الزمان وأهله. نجد اليوم وبحلول آخر الزمان وباكتمال العلامات الصغرى، التي أخبر عنها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منها قبض العلم بموت العلماء. ونحن نحتاج هؤلاء العلماء للقيام بعملية حياتنا اليومية من علوم حفظ وتفسير القرآن الكريم، وإتقان علوم الحديث، والفقه على المذاهب الأربعة المعتمدة عند علماء أهل السنة والجماعة منذ قرابة ١٤٠٠ عام.

هذا العلم القديم الذي ضيعه كثير من علماء هذه الأمة، الذي يعالج المواضيع الاقتصادية والحياتية بعمق لم يشهده ولن تشهده أي أمه قبلنا ولا بعدنا. فمن تعلم هذه الفنون من العلوم عرف أن فيها نوراً وبركة من الله، وإلا من يستطيع أن يخطط لألف سنة في عمر البشرية غير الله. فهو تبارك وتعالى حفظ لهذه الأمة القرآن الكريم بحوله وقوته «إنّا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافِظون» [الحجر:١٤]، وقال في غيره «بِمَا سْتُحْفِظُواْ» [المائدة: ٤٤]، فوَكَل حفظه إليهم فبدّلوا وغيروا.

وحفظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسند المتصل إليه إلى يومنا هذا مشافهة ومقابلة ومجالسة وجهاً لوجه، فهذا صحيح أمير المؤمنين في علم الحديث البخاري المولود ١٩٤ للهجرة، ويسانده صحيح تلميذه مسلم المولود 206 للهجرة، أعلام عبر الزمان لهذا العلم.

ونجد عظمة الفقه في الدين وتكامله وليس اختلافه، كما يظن البعض في مذاهب أهل العلم الأول الذي باركها الله جل جلاله، هذه المذاهب التي لم تخرج عنها الأمة إلى اليوم فرحم الله الإمام الأعظم أبو حنيفة المولود ٨٠ للهجرة، وإمام دار الهجرة مالك المولود ٩٣ للهجرة، وإمام ملأ طباق الأرض علماً مؤصل علم أصول الدين الشافعي المولود ١٥٠ للهجرة، وشيخ الإسلام إمام أهل السنة ابن حنبل المولود ١٦٤ للهجرة.

هؤلاء الأكابر ومن على منهجهم من العلماء المعاصرين تجد عندهم العلم القديم والتأصيل الحقيقي في الاقتصاد الإسلامي وغيره من فنون العلوم الدينية. ولقد فقدت الأمة الأسبوع الماضي عالماً من هذا العيار الثقيل والطراز الفريد، هذا العالم العامل الزاهد خريج الأزهر الشيخ الدكتور محمود أحمد الزين المولود ١٣٧٢ للهجرة دفين مصر، بعد صبره على مرضه الذي لم يفتره عن ذكر الله وإعطاء العلم حتى بالمستشفى. رحمه الله رحمة الأبرار فقد عاش عالماً عاملاً نزيهاً عفيفاً صداعاً، عظم الله أجرنا بمصابه وأخلفنا به خيراً وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

Email