«البيت دائماً متوحد»

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن ما حدث خلال بطولة كأس الخليج العربي التي أقيمت في مملكة البحرين، وخاصة في المباراة النهائية التي جمعت منتخبنا الوطني الإماراتي مع شقيقه العراقي، لم يترك لي خياراً غير التحدث عن مقولة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأن «البيت دائماً متوحد»، التي كررها على الهواء مباشرة من خلال اتصاله بقناة «أبوظبي الرياضية»، بعد فوز منتخبنا الغالي على منتخب العراق وفوزه بكأس الخليج، والتي أثبتت فعلاً ومن دون أي شك صحة هذه الجملة معنى وتفصيلاً.

نعم «البيت دائماً متوحد»، قيادةً وشعباً ولا أروع من ذلك، شعب مخلص لقيادته ووطنه، حيث شاءت الأقدار في يوم الجمعة أن يثور الشعب ولم تكن بجمعة غضب ولا جمعة حرب، لكن الحمد لله جمعة حب أثبتت مدى التفاف القيادة والشعب، أفراداً ومؤسسات، خلف المنتخب.

فعلاً إنها جمعة وطن عندما حرص 24 ألف مشجع إماراتي على حضور المباراة النهائية، ودعم فريقنا الأبيض لترسم جماهيرنا أجمل لوحة وتجسد أفضل ملحمة في عشقها لهذا الوطن الغالي الذي وضع لبنته الأولى والدنا ومعلمنا الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وقيادته الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله.

زحف عشرات الآلاف من المواطنين من مختلف إمارات الدولة للمنامة، بقرابة الخمسين طائرة وآلاف بالسيارات، وخاصة يوم الجمعة، أكد أن الهدف لم يكن فقط الوقوف خلف فريقنا الأبيض، بل شعور لدى كل المواطنين بأن المنتخب كان رمزاً لوطن نعشقه ونغرم بحبه جميعاً.

فنحن شعب يفرح من أجل دولة اسمها الإمارات، ونموت من أجل كل ما يرتبط بها ويمثلها. زاد فخرنا عندما سمعنا قسم الولاء والنشيد الوطني لدولتنا الغالية يردد بقوة وبصوت واحد مدوياً في مدرجات الملعب الوطني البحريني.

جماهيرنا من الرجال والنساء والأطفال كانوا في غاية الوفاء لهذا الوطن المعطاء، حيث لم ينل معظمهم قسطاً من النوم والراحة من صباح الجمعة وحتى رجوعه لأرض الوطن صباح السبت، متنقلين بين المطارات وصالات الانتظار في الأندية البحرينية، التي وضعت مشكورة كل إمكانيتها في خدمة جماهيرنا التي ضربت بذلك أروع الأمثلة في التضحية والعطاء والإخلاص لدولتنا الغالية. من كان في المنامة شعر ومن دون شك معنى ولاء شعب لوطنه حتى إن الآلاف من جماهيرنا لم تتمكن من الدخول إلى ملعب المباراة بسبب امتلائه قبل المباراة بعدة ساعات.

التفاف الشعب والقيادة وتعاضده وتلاحمه وتماسكه مع بعضه البعض دليل قوي على أن البيت متوحد وسيظل دائماً كذلك بإذن الله تعالى. فنحن أبناء زايد سنظل مخلصين لوطننا وقيادتنا التي لا تتوانى عن تلبية طموحاتنا والمشاركة في أفراحنا وأحزاننا. ببساطة هي جزء من الشعب والشعب جزء منها. نعم، «البيت دائماً متوحد» يا أبـوخـالـد.

Email