اكتظاظ الركاب على الرحـلات

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالأمس وأثناء توديعي لأولادي في أحد مطارات الدولة للرجوع إلى أميركا بعد انقضاء إجازتهم الدراسية والسفر على إحدى ناقلاتنا الوطنية، تفاجأنا رغم حصولهم على حجز مؤكد، بعرض من موظفة شركة الطيران في منحهم الخيار بتأجيل سفرهم نظراً لوجود حجز زائد أو ما يسمى "أوفربوكينك" مقابل منحهم تذاكر مجانية، إلا إن رغبتهم في السفر وقرب موعد بدء دراستهم حال دون الإستفادة من عرض الموظفة.

إذن ماذا نقصد بالحجز الزائد؟ وهل مسموح به عالمياً؟ ومتى ولماذا تلجأ له شركات الطيران؟ وما هي حقوق الركاب عند حدوث ذلك؟

يقصد بالحجز الزائد ممارسة زيادة المبيعات أو الإفراط للبضائع أو الخدمات مقارنةً بالسعة الفعلية. هذه الممارسة شائعة في بعض القطاعات ومنها الطيران.

وتحدث كإستراتيجية متعمدة حيث تتوقع شركات الطيران أن بعض الركاب لن يسافروا على رحلاتهم وسيقومون بإلغاء حجوزاتهم، وبهذا يكون الحجز الزائد أفضل ممارسة تضمن ببيع 100٪ من المقاعد المتوفرة، وبالتالي تحقيق أقصى عائد من الأرباح. وعادة يكون الحجز الزائد على الدرجة السياحية في حين أن درجات رجال الأعمال والأولى ليست، مما يسمح لشركات الطيران بترقية بعض الركاب إلى المقاعد غير المستخدمة في الدرجات الأعلى.

السبب الرئيسي لقيام شركات الطيران في بيع تذاكر أكثر من السعة المتوفرة هو الرغبة في ملء جميع المقاعد بالكامل على معظم رحلاتها، حتى وإن تغيب بعض الركاب، مثل رجال الأعمال الذين في كثير من الأحيان يضطرون لإلغاء رحلاتهم في آخر لحظة حيث تستغرق اجتماعاتهم مزيدا من الوقت مما كان مخططا له. إلا أن لو كل الركاب تواجدوا في المطار للسفر على رحلتهم، فهنا تظهر نتيجة حالة الحجز الزائد. عندئذ قد تسأل شركات الطيران ركابها في إمكانية التطوع بالتخلي عن مقاعدهم وتأجيل سفرهم ليوم آخر مقابل التعويض الذي قد يشمل تذكرة إضافية مجانية أو ترقية إلى درجة أفضل في رحلاتهم القادمة.

بالطبع، شركات الطيران يمكنها فعل ذلك لتحقيق المزيد من الأرباح مقارنة لو تم حجز فقط عدد المقاعد المتوفرة وبالتالي الإقلاع بعدد من المقاعد الفارغة. إلا إن ليس معظم شركات الطيران تتبع هذا الإسلوب، حيث ان البعض وخاصة شركات الطيران الإقتصادية قادرة بعدم القيام بذلك وتظل مربحة، لأن معظم ركابها من السياح، بدلاً من رجال الأعمال. كما ان تذاكرهم غير قابلة للاسترداد، وبالتالي انخفاض احتمال عدم سفر الركاب على رحلاتهم.

الحجز الزائد يعتبر قانونياً لشركات الطيران إلا إنه يتعين عليها تعويض الركاب المحرومين من صعود الطائرة. كما ان القوانين والقواعد العالمية والإقليمية وحقوق المستهلك تحمي الركاب المتضررين جراء الحجز الزائد من خلال الحصول على تعويضات وتأكيدات تضمن حقوقهم. لكن أفضل طريقة لعدم التعرض لمثل هذه المواقف هو الوصول إلى المطار مبكراً خاصة في رحلات المواسم المزدحمة. ورحلة سعيدة.

 

Email