التصادم الجوي

ت + ت - الحجم الطبيعي

قطاع الطيران يعتبر من أكثر القطاعات التي تستخدم أحدث التقنيات والتكنولوجيا مما جعله متقدماً عن البقية. وتحديداً الأجهزة التي تستخدمها الطائرات تعتبر في غاية الدقة والحداثة وفي بعض الأحيان يتم استخدامها لاحقاً في المركبات لتحقيق المزيد من السلامة والأمان. بالرغم من وجود أكثر من سبعة وعشرين مليون رحلة جوية سنوياً تنقل تقريبا ثلاثة مليارات راكب حول العالم، إلا أن الأنظمة والقوانين الدولية والمعدات والأجهزة المتوفرة على الطائرات تقلل بنسبة كبيرة، بفضل من الله، حدوث التصادمات الجوية بين الطائرات رغم زيادة عددها في نفس الوقت والمكان والمسار الجوي.

حوادث الطائرات رغم قلتها، بحمد الله، إلا أن تأثيرها مروع وكبير في المال والأرواح نظراً للعدد الكبير من الركاب الذين تقلهم الطائرات خاصة في ظل اتجاه السوق العالمي في قطاع الطيران لاستخدام الطائرات العريضة أي الكبيرة الحجم التي تستطيع تقليل الكثير من المصاريف التشغيلية عند استخدامها في الرحلات الطويلة العابرة للقارات والمحيطات. تقارير "الأياتا" توضح بأن قطاع الطيران آمن ولا توجد أكثر من حادثة واحدة لكل 2.7 مليون رحلة سنوياً. لكن هل سألنا أنفسنا كيف لهذا العدد الهائل من الطائرات تجوب أجواء العالم في نفس الوقت والمكان بدون حدوث اصطادمات جوية.

في الطائرات توجد عدة أجهزة يستطيع الطيار بواسطتها توفير المزيد من السلامة للركاب أثناء تحليقهم في الجو على ارتفاع آلاف الأميال، وأحد هذه الأجهزة هو جهاز "تكاس"، وهو عبارة عن نظام صمم للحد من خطر الاصطدامات بين الطائرات في الجو أو حتى احتمالية حدوث ذلك عند اقتراب الطائرات مع بعضها البعض. النظام بمثابة شبكة أمان الملاذ الأخير بغض النظر عن معايير الانفصال بين الطائرات. ويتابع النظام الارتفاع والمدى والقيام بالتنبيهات اللازمة للطيارين عند اقتراب الطائرات من بعضها البعض، حسب الاقتضاء ورغم المعلومات والخدمات التي تقدمها المراكز العالمية للمراقبة الجوية في تنظيم الحركة الجوية الإقليمية والدولية.

حسب قوانين المنظمة العالمية للطيران المدني، هذا النظام الذي بدأ تصنيعه في متوسط الخمسينات في أميركا ولا يزال يصنع فيها، يعتبر متطلبا رئيسيا للطائرات التي تقل أكثر من 19 راكبا. خلال السنوات الماضية تم تطويره من خلال إصدارات جديدة بحيث يتم استخدام الإصدار الأخير وهو "تكاس 2" الإصدار 7.1 في الطائرات الجديدة ابتداءً من الأول من يناير 2014 وتحديث النظام في الطائرات المستخدمة له حالياً بالإصدار الجديد في الأول من يناير2017، رغم قيام بعض الدول والأقاليم بتطبيق هذا الإجراء في ناقلاتها مسبقاً قبل هذه المواعيد. كالعادة ناقلاتنا الوطنية، وبفضل التوجيهات الحكيمة لقيادتنا الرشيدة، لها الريادة في تزويد أساطيلها من الطائرات الجديدة المزودة بأحدث التكنولوجيا والتقنيات الحديثة ومنها هذه الأجهزة، مما يعني توفر عنصر السلامة على طائراتها.

 

Email