أهلاً بالمستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل بضع سنين كان الغرب ينعم بشتى سبل الراحة والخدمات وخاصة في قطاع الطيران، ورغم افتتاح أول مطار في الشارقة عام 1932م والذي كان يستخدم كموقع تجميعي للرحلات الجوية التجارية في الطريق من بريطانيا إلى الهند، إلا إن الرحلات الجوية لم تكن متيسرة ومتوفرة كما عليه الآن، في منتصف الثمانينات وفي أول رحلة من الإمارات مع بعض الطلاب للدراسة في أميركا توقفنا في أربع مدن كي نصل لوجهتنا الأخيرة، واشنطن العاصمة، لكن اليوم وبفضل من الله ومن ثم اتحادنا هناك تقريباً 2000 رحلة يومياً من مطاراتنا لمعظم الوجهات العالمية، حتى وصل عدد المقاعد التي توفرها ناقلاتنا إلى أكثر من 1.5 مليون مقعد أسبوعياً مستحوذة على ثلث المقاعد الجوية في المنطقة.

خطط النمو والتوسع المتواصل للناقلات الوطنية والتطور المستمر لمطاراتنا الدولية سيمكن الدولة من المناولة المتوقعة لثمانين مليون راكب بنهاية هذا العام، مقتربة بذلك من عدد ركاب مطارات نيويورك ومطارات لندن، وما هذه الأرقام إلا بداية تحقيق رؤية قيادتنا الحكيمة في جعل الدولة محور الكرة الأرضية في التطور العالمي في قطاع الطيران خلال الأعوام المقبلة، حيث تتوقع "الأياتا" أن تكون الدولة ثاني أسرع الأسواق نمواً لحركة الركاب الدولية بحلول عام 2014 بنسبة 10.2٪ بعد الصين بنسبة 10.8٪ .

الريادة والتفوق العالمي للدولة في قطاع الطيران، الذي يُعدُّ من أكثر القطاعات الاقتصادية تطوراً في الوقت الحالي، يسهم اليوم بنسبة 15% من الناتج المحلي للدولة، التطوير المستمر لمطارات الدولة، التي أصبحت تتبوأ مكانة متقدمة في حداثة المعدات والخدمات على الصعيد الدولي، جعل هذا القطاع الحيوي مهماً في تحقيق أهداف الدولة وخططها، مطارات الدولة بوابات تطل على العالم وتعمل على توسيع حركة التجارة وإعادة التصدير حتى أصبحت شركات الطيران العالمية تتسابق لاختيارها مركزاً إقليمياً لها في المنطقة، وذلك نظراً لجودة الخدمات وأفضل التسهيلات التي تقدمها.

بسبب أدائها وكفاءتها أصبحت ناقلاتنا الوطنية، الإمارات والاتحاد، تمتلك علامات تجارية عالمية مرموقة أصبحتا قادرتين ليس على منافسة شركات الطيران العالمية الكبرى فحسب، بل على قيادتها وفي أسواقها الوطنية رغم تداعيات الأزمة المالية العالمية والمصاعب والعراقيل الغربية في محاولة وقف توسعها ونموها، وكذلك الحال في قطاع الطيران الاقتصادي، العربية للطيران وفلاي دبي، صاحبتا الحصة الأكبر من أسواق الطيران الاقتصادي على مستوى منطقة الشرق الأوسط، ساعد في تحقيق هذه الإنجازات أسطول الطائرات المتوقع أن يصل إلى 328 طائرة في نهاية هذا العام، والعدد الهائل من الطلبيات على الطائرات الجديدة والمحركات الحديثة حتى أصبحت ناقلاتنا دائماً في المقدمة في استخدام أفضل وآخر ما توصلت له التقنية في خدمة الركاب.

فعلاً كما قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في رسالته النصية بالأمس لشعب الإمارات، شكراً لآبائنا المؤسسين وعلى رأسهم والدنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراهم، الذين لم يألوا جهداً في الرقي بهذا الوطن حتى أصبح في ريادة الدول وخاصة قطاع الطيران، باختصار دولة عصرية، طائرات حديثة، مطارات متميزة، وخدمات راقية، فأهلاً بالمستقبل.

Email