إماراتي.. وبكل بساطة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ألا تشعر بالفرح والفخر عندما يسألك أحدهم عن جنسيتك فتقول: (أنا إماراتي!)؟

إن لهذه الكلمة المكونة من (7) أحرف والتي تمثل الإمارات الـ (7) التي تتكون منها دولتنا، لها أثر السحر على من يسمعها. فعندما يسمع أي شخص كلمة (الإمارات) تتشكل أمامه بانوراما من الصور والمواقف والمبادئ. فهنا برج خليفة، الممتد صعوداً من قطعة الأرض التي كانت في يوم ما برخص التراب، فأصبحت اليوم كل حبة رمل منها تزن ذهباً.

وبعد أن كانت قطعة أرض أدنى من سطح البحر أصبحت تحمل عليها برجاً يناطح السحب ليشكل أعلى بناء في العالم شيدته يد الإنسان حتى هذا التاريخ الذي نحتفل فيه بعيدنا الوطني! ليثبت الإماراتي الفخور للعالم أجمع قدرات هذا الشعب نحو الأسمى والأرفع والأعلى والأجمل.

وبعد أن كانت الإمارات قبل نصف قرن تستجدي احتياجاتها من هنا وهناك، أصبحت تصدرها إلى جميع أنحاء العالم، فنقلت منتجات العالم بشتى أنواعها ووضعتها بين يدينا.

ولطالما وفرت المنتج في أسواقنا قبل أن يتوفر في بلد المنشأ نفسه! فهناك من يأتي من فرنسا والولايات المتحدة والصين واليونان وغيرها من دول العالم للحصول على ما لم يجده في بلده. وإذا بالمراكز التجارية تنتشر في كل مساحة سكنية بشكل هندسي يغري بالذهاب إليها حتى ولو كان الأمر لا يتعدى الرغبة في الاستمتاع بفنجان قهوة على صوت شلالات المياه!

وعندما كان الأجنبي قبل نصف قرن يسمع باسم الإمارات، كان يتبادر إلى ذهنه صورة لصحراء قاحلة وخيمة وناقة. وإذا به اليوم يتنزه مبهوراً من المساحات الخضراء ومن الحدائق التي ندر أن نجد لها مثيلاً في العالم. وتحولت هذه الصحراء إلى جنان والخيم إلى ناطحات سحاب وقوافل الجمال إلى مركبات من أفخر الماركات.

وتشكلت البحيرات فجأة في وسط تلك الصحراء التي لا تعرف الماء من قبل، وبالنوافير التي تتراقص على أنغام بيتهوفن جنباً إلى جنب مع صوت النهام وشلات البدوي! وتزاحمت صور الإمارات السبع في ذهن المستمع كما تزاحمت على أرضها مئات الجنسيات التي جاءت من الجهات الأربع لاكتشاف خباياها وأسرارها وأسرار نجاحها.

نعم، عندما يسمع المرء باسم الإمارات، تتشكل أمامه مجموعة هائلة من الصور، ومن صور المواقف الرجولية والإنسانية. والكل أصبح يردد موقف مؤسس هذه الدولة الشيخ زايد بن سلطان، رحمة الله عليه، في كلماته التي أطلقها بكل تحد عندما قرر وقف تصدير النفط إلى أوروبا في حرب 73. ونجحت كلمات الموقف، حيث فشل سلاح الحرب.

وكانت للإمارات مواقف رجولية لا خلاف عليها في العديد من القضايا التي تهم الأمة الإسلامية والعربية. ولم تخرج عن الصف حتى ولو تعارض الموقف مع موقفها الخاص بها. لقد سمعت أحد الإماراتيين يقول بألم عندما كان يقرأ خبر التناحر الطائفي في إحدى البلدان العربية، "يبدو أننا أحن عليهم من أنفسهم".

وأما عن صور المواقف الإنسانية لدولتنا الحبيبة فحدث ولا حرج. والجميل في الأمر ليس فقط تلك اليد التي تمتد عند الأزمات الإنسانية وإنما في أنها تمتد في كل الظروف دون تفرقة! فلم تفرق بين عربي وأعجمي وبين مسلم وغير مسلم وبين أسود وأبيض وبين خليجي وآسيوي وبين فقير وغني وبين جار وبين غريب وأحياناً حتى بين عدو وصديق.. وكعادتها، عندما تمد يد العون فإنها تمدها بكرم العربي وبقلب المسلم العظيم.

وأخيراً، تأتينا صور المبادئ التي تشكل صورة واسعة لهذه الدولة النموذجية. وأولى هذه المبادئ: التضحية لأجل الوحدة. فهناك إيثار للغير على النفس. فلم نسمع يوماً ما عن خلاف نشأ بين حكام هذه الدولة السبعة على مسمى أو منصب أو كرسي أو امتياز. فحكام هذه الدولة هم خير مثال لنا للتضحية بأنفسهم لأجل المصلحة العليا.

فكل واحد منهم يخلي مكانه لأخيه ويترك حصته لمن هو أحوج إليها منه. وهناك من المبادئ التي قامت عليها الدولة ما لا نستطيع تلخيصه هنا في هذه المقالة، ولكننا أردنا فقط أن نسوق مثالاً نادراً لمعنى الاتحاد والوحدة والتضحية والتنازل والإيثار.

فهل يتعلم غيرنا ممن سبقونا في الحضارة من صغر سن حضارتنا؟

 

Email