المـواطــن.. إلـى الأمــام قـــف

ت + ت - الحجم الطبيعي

من تابع الزيارة التفقدية التي قام بها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس لي ميونج باك رئيس جمهورية كوريا الثلاثاء الماضي إلى موقع براكة لإنشاء محطات البرنامج النووي السلمي لإنتاج الكهرباء في الدولة والواقع في المنطقة الغربية في أبوظبي، لاشك لاحظ مدى اهتمام سموه، حفظه الله، بالكوادر الشابة المواطنة، شباباً وشابات، من خلال إعطائهم الفرصة في إثبات أنفسهم وقدراتهم وذلك بشرح سير العمل والتطور في البرنامج النووي لسموه وللضيف الكوري ولكل الحضور، رغم حداثة هذا البرنامج في دولتنا الغالية.

لاشك هذه رسالة صريحة لمن يهمه الأمر من المسؤولين في الدولة بضرورة إعطاء الفرصة للمواطنين في جميع القطاعات في إثبات أنفسهم، بدلاً من الاستعانة بالأجانب معتقدين أنهم أفضل كفاءة وقدرة.

لكن للأسف قطاع الطيران في الدولة، رغم أنه يسهم اليوم بـ15 % من الناتج المحلي للدولة ويتوقع أن ترتفع هذه المساهمة مستقبلاً خصوصاً في ظل التوسعات والمباني الجديدة في مطارات الدولة وفي ظل الأعداد الهائلة من الطائرات الجديدة لناقلالتنا الوطنية، نجده يغرد خارج هذا السرب، بسبب بيئة العمل الطاردة للمواطنين فهو يوظف الأجانب بدلاً منهم تحت أعذار غير مقنعة.

وليس ذلك فقط، بل تجد بعض المدراء الاجانب، إن لم يكونوا معظمهم في بعض الإدارات والأقسام، يقومون بتوظيف بني جلدتهم أو من يواليهم من الأجانب الآخرين خطوة بخطوة حتى تتحول الإدارة أو القسم إلى خلية نحل من النطيحة والمتردية من نفس الجنسية، حيث يقوم بعضهم بتزوير وتفصيل سيرته الذاتية لتتواكب مع متطلبات الوظيفة الشاغرة بحيث يكون هو الأكثر ملاءمةً لها.

الدولة ومنذ قيام الاتحاد تصرف الملايين على تعليم شبابها داخل الدولة وخارجها وتقوم بعمل الدورات اللازمة لرفع كفاءتهم وتهيئتهم للمستقبل، ورد الجميل لها بمشاركتهم في تحقيق رسالة ورؤية قيادتنا الغالية. ولكن أغلبهم وبمجرد انخراطهم في مجال قطاع الطيران يكون موقعهم "إلى الأمام قف".

 فالمبادرات التي نجدها في تعيين المواطنين في قطاع الطيران للأسف قليلة جداً، وربما بعضها فقط للعلاقات العامة بحيث لا يقال بأن تلك الجهة لا تعين المواطنين في إداراتها. يجب علينا أن نعلم بأنه لو كان هؤلاء الأجانب أفضل من المواطنين وذوي كفاءة عالية لما تركوا أوطانهم وهاجروا سعياً للعمل خارج أوطانهم.

في حالة الأزمات والطوارئ، لا قدر الله، ستجد قطاع الطيران أكثر قطاع يتأثر بذلك، وقد يتم إغلاقه نظراً لقلة العنصر المواطن وهجرة الأجانب المتوقعة آنذاك.

ألم يحن الوقت للمسؤولين القائمين على مختلف أنشطة قطاع الطيران في الدولة العمل بجدية أكثر في تحقيق رؤية قيادتنا الحكيمة في الاهتمام بالكفاءات الشابة وتعيينها في المراكز القيادية وبالتالي تحقيق حكمة مؤسس دولتنا والدنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما قال "إن بناء الرجال أصعب من بناء المصانع".

حكمة يجب العمل على تنفيذها لمنح المواطن فرصة في بناء وتقدم وطنه. فالأوطان لا تتقدم إلا بسواعد أبنائها.

Email