عـمـالقـــة الأجـــواء

ت + ت - الحجم الطبيعي

تطرقنا قبل عدة أسابيع إلى التفوق والتميز الذي تقوده شركات الطيران الوطنية في دولتنا الغالية، الإمارات والاتحاد والعربية وفلاي دبي وراك، ليس على المستوى الإقليمي فحسب، بل على المستوى العالمي أيضاً.

وكان هذا النجاح واضحا في النتائج المالية الممتازة التي حققتها شركتا طيران الإمارات والعربية للطيران مؤخراً.

فقد حققت طيران الإمارات نسبة 104% نموا في أرباحها التي بلغت 1.7 مليار درهم خلال 180 يوماً من أبريل 2011 ولنهاية سبتمبر 2012.

كما حققت العربية للطيران، أول ناقلة وطنية اقتصادية في الدولة، نسبة 126٪ نموا في أرباحها التي بلغت 226 مليون درهم خلال 90 يوماً من يوليو 2012 ولنهاية سبتمبر 2012.

هذه النتائج المذهلة لطيران الإمارات والعربية للطيران تؤكد صحة توقعات الخبراء في قطاع الطيران بأن دولتنا الغالية، وبالفكر المستنير لقيادتنا الرشيدة، ستكون خلال الأعوام القادمة محور الكرة الأرضية بالنسبة لنمو حركة الطيران العالمية.

ناقلاتنا الوطنية تعلن هذه النتائج المالية في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة وخاصة ارتفاع أسعار الوقود، والتحديات البيئية وخاصة من الاتحاد الأوروبي، والأزمة المالية التي مازالت تعصف رياحها على مختلف القطاعات في العالم.

وقوة النجاح بأنه يتحقق في الوقت الذي نجد كبرى شركات الطيران العالمية تقلص النفقات، وترجئ خطط التوسع، وتسرح العديد من موظفيها رغبةً في تقليل خسائرها التي تتجاوز عند بعضها أكثر من 90%. كما تقوم بعضها بإغلاق العديد من محطاتها أو تقليصها. وهذا دليل قوي على أن الإمارات والعربية على مستوى التحدي.

النجاح الذي يحققه عمالقة الأجواء، وخاصة طيران الإمارات، يرد بوضوح على المزاعم والادعاءات التي تقودها بعض شركات الطيران العالمية بشأن تلقي ناقلاتنا الوطنية دعماً حكومياً يخل بأسس المنافسة العالمية في صناعة الطيران.

فمضي ناقلاتنا الوطنية في خططها التوسعية وازدياد عدد الركاب متفوقة على منافسيها من الناقلات الأوروبية والآسيوية لهو رد آخر على بطلان المزاعم وضعفها. طيران الإمارات شركة مستقلة لديها أهدافها الخاصة بالأرباح واستقلالية التشغيل، وتتبع سياسة مالية واضحة، معلنة وشفافة، تقوم على أن تعمل الناقلة بشكل دائم بناءً على أسس مربحة وقدراتها الذاتية، دون الحاجة إلى أي نوع من الدعم الحكومي.

كما تعمل طيران الإمارات في بيئة تنافسية من خلال سياسة الأجواء المفتوحة التي تتبعها حكومتنا من خلال منافستها مع أكثر من 150 ناقلة أجنبية، ناهيك عن أن خدماتها الجوية التي امتدت إلى وجهات وأسواق عالمية ذات تنافسية عالية من شركات كبيرة ومعروفة، من دون التمتع بأية حماية من المنافسة معها.

وفعلا كما يقال "شر البلية ما يضحك"، ففي حين تحقق ناقلاتنا أرباحا مالية فريدة، نجد في المقابل العديد من عمليات الإنقاذ العالمية تجري لصالح شركات طيران أجنبية. هناك العديد من الحالات التي تم رصدها بحصول ناقلات أجنبية، بما فيها إير فرانس ولوفتهانزا، على دفعات نقدية من حكوماتها في الأوقات المالية الحرجة.

والسؤال، هل سيصمت الغرب بعد تحقيق ناقلاتنا الوطنية وخاصة طيران الإمارات هذه الأرباح بفضل من الله ومن ثم الجهود المخلصة والاستثمارات المدروسة؟ لنرى ما ستخبئه لنا الأيام المقبلة.

 

Email