الـطـيــران الإقـتـصــادي (2-2)

ت + ت - الحجم الطبيعي

تطرقنا الاسبوع الماضي من خلال هذه الزاوية إلى مفهوم وتاريخ الطيران الإقتصادي عالمياً وإقليمياً. واليوم سنتطرق إلى أسباب نجاح شركات الطيران الإقتصادي وطرق عملياتها.

يمكن أن يعزى نجاح هذه الشركات إلى إستراتيجيتها المنخفضة التكلفة المعتمدة التي تهدف لاحتواء التكاليف إلى أدنى نسبة مقارنة بالمنافسين وفقاً لخلق ميزة التكلفة المستدامة، بدلا من التركيز فقط على المنافسة.

 اتبعت معظم هذه الشركات نفس مبدأ شركة طيران "ساوث وست" الأمريكية في تطبيق هذه الإستراتيجية، إلا إن بعضها ابتكر طرقا جديدة في تقليل التكاليف، مدركة في نفس الوقت على أن راحة المسافرين هي مفتاح نجاحها وتميزها.

مفتاح هذه الاستراتيجية هو أن التكلفة ليست متساوية في السعر، حيث أن مفهوم الطيران الإقتصادي مبني على أساس إن الأسعار المنخفضة تكون غالباً مقيدة بموعد الرحلات المحددة والتي تصل مدتها الزمنية عادة إلى أربع ساعات تقريباً.

كما ان شبكة الطيران الإقتصادي من وجهة إلى أخرى تكون مباشرة بدون توقف وفي أوقات مختلفة في اليوم. أما التذاكر فغالباً يكون بيعها على الإنترنت أو من خلال مراكز الإتصال الخاصة بهم.

إسطول الطيران الإقتصادي يكون عادة نفس النوع من الطائرات مما يؤدي إلى سهولة تـدريب وإدارة وتوزيع أطقم الطيارين والمضيفين والفنيين، وتوفر قطع الغيار اللازمة.

استخدامها لمطارات ثانوية قليلة التكاليف ساعدها في التمكين من الاستفادة من انخفاض حركة الطائرات وسرعة الدوران استعداداً للإقلاع، الأمر الذي يحد من كمية الوقود المستهلك أثناء الإقلاع والهبوط.

في دولتنا الغالية، أظهرت البيانات الصادرة عن مركز آسيا الباسيفيك للطيران نمواً تصاعدياً في حصة الطيران الاقتصادي.

فقد بلغت حصتهم بالنسبة لعدد المقاعد التي توفرها مجمل شركات الطيران على الرحلات الدولية القادمة والمغادرة للدولة خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام 16.8٪.

تعتبر هذه قفزة كبيرة للحصة السوقية للطيران الاقتصادي مقارنة بنسبة 3.7٪ عام 2005، و13.7٪ في نهاية العام النصرم.

الزيادة كانت نتيجة للتأثير المباشر لاتساع نطاق عمليات شركتي "العربية للطيران" و"فلاي دبي" على السوق ككل، ومقدرتهم على تقديم مفهوماً جديداً للسفر في المنطقة والإمارات تحديداً، يعتمد على تقديم خدمات بأسعار مخفضة والدفع مقابل الخدمات التي يحصل عليها المسافر.

من المتوقع أن ترتفع حصة الطيران الاقتصادي ليس فقط عالمياً بل محلياً، خلال السنوات القادمة مع توسعات هذه الشركات ودخول شركات جديدة إلى السوق، حيث أن شركات الطيران الإقتصادي أثبتت نجاحها وقدرتها على توفير بدائل في السوق من خلال تسيير رحلات متعددة بأسعار مغرية.

هناك بعض الخصائص التي تميز هذه الشركات وتلائم حاجات شريحة معينة من خلال تقديمها خيارات سفر بأسعار مخفضة، باستثناء فترات الذروة، إذ ترتفع الأسعار وفقاً لمعادلات العرض والطلب على النقل الجوي من وجهة إلى أخرى.

كما أن الأزمة الاقتصادية العالمية حفزت الشركات والأفراد أيضاً على الاعتماد على شركات الطيران الاقتصادي بشكل أكثر نظراً لتغيّره إلى حد ما من مفهوم السفر الجوي لدى شريحة واسعة من المسافرين، وأسهم في زيادة نسبة إقبال البعض على الطيران بشكل أكثر. وأخيراً، رحلة سعيدة على الطيران الإقتصادي.

Email