الـطـيــران الاقـتـصــادي 1-2

ت + ت - الحجم الطبيعي

مفهوم شركات الطيران المنخفضة التكاليف أو ما تسمى بالطيران الاقتصادي بدأت في السبعينات من قبل شركة طيران "ساوث وست" الناقلة الوطنية الأميركية بهدف محدد وهو تقديم تذاكر طيران رخيصة إلى المستهلكين، مما أدى إلى فقدان شركات الطيران الكبرى نسبة كبيرة من سوقها، وذلك لقدرة شركات الطيران الاقتصادية على توفير مقاعد على طائراتها بأسعار منخفضة ومغرية لم تستطع شركات الطيران الكبرى تقديمها.

هذا النجاح أدى إلى دخول شركات طيران اقتصادية جديدة في السوق الأميركية مما حدا بشركات الطيران الكبرى البدء بإنشاء شركات طيران اقتصادية تابعة لها رغبة في استعادة حصتها في السوق.

في أوروبا بدأ مفهوم شركات الطيران الاقتصادية في المملكة المتحدة وأيرلندا استناداً إلى نجاح شركة طيران "ساوث وست" الأميركية وذلك بإنشاء شركتي طيران "إيزي جت" و"راين أير" في عام 1995. ويعزى نجاح الشركتين إلى الإطار الاقتصادي الأوروبي آنذاك الذي شجع شركات الطيران الاقتصادية.

على سبيل المثال، السماح لشركات الطيران الأوروبية في القيام برحلات داخلية في الاتحاد الأوروبي، وانخفاض الرسوم في المطارات القليلة الاستخدام مما أدى إلى زيادة أعداد المسافرين فيها، بالإضافة لمبيعاتها المباشرة باستخدام مراكز الاتصال الحديثة وشبكة الانترنت في بيع تذاكرها.

أما في آسيا، فكان هناك اعتقاد سائد بأن سيطرة الحكومات والقيود المفروضة لن تسمح لشركات الطيران الاقتصادية أن ترى النور والازدهار في هذه القارة.

لكن التقدم السريع الديموغرافي والاقتصادي، وازدحام المطارات الرئيسية وعدم استخدام المطارات غير المستغلة، ورغبة الحكومات في تعزيز السياحة والتجارة خارج العواصم والمدن التجارية أثر في تحقيق مفهوم الطيران الاقتصادي.

بالطبع رؤية نجاح بعض شركات الطيران الاقتصادية الأميركية والأوروبية أدى إلى قيام ماليزيا في عام 2001 بإنشاء شركة طيران اقتصادية باسم "إير آسيا" التي تسير رحلات اقتصادية في دول شرق آسيا وبعض البلدان الآسيوية والأوروبية. ولاحقاً تم إنشاء شركات طيران اقتصادية آسيوية أخرى مثل طيران "تايكر" وطيران "فاليو أير".

فكرة الطيران الاقتصادي في الشرق الأوسط تعتبر جديدة نسبياً مقارنة مع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.

وكعادة دولتنا الغالية التي دائماً تسعى أن تكون في المركز الأول وتكون لها الريادة في شتى الميادين، أنشأت الشارقة عام 2003 شركة العربية للطيران وطبقت مفهوم الطيران الاقتصادي في المنطقة، وبهذا أصبحت أول شركة طيران اقتصادية في الشرق الأوسط.

بعدها بعامين أنشئت شركات طيران اقتصادية أخرى كشركة طيران الجزيرة في الكويت، وتلتها شركتا طيران ناس وطيران سما في المملكة العربية السعودية.

في عام 2007 أنشئت شركة طيران اقتصادية في المنطقة وهي طيران البحرين، وبعدها بعام قامت دبي بتأسيس وبدء رحلات آخر شركة طيران اقتصادية في المنطقة وهي فلاي دبي. وللحديث صلة الاثنين المقبل.

 

Email