7x7

لمـاذا تـايلانــد؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقوم الدول بشتى الوسائل والطرق لزيادة إيرادتها المالية وتخصصاتها الاقتصادية رغبة بتوفير اقتصاد قوي والمساهمة في ناتجها الوطني. وتتعدد القطاعات التي تركز عليها مختلف دول العالم بتحقيق ذلك كالطيران والسياحة والصناعة والتجارة، حيث تعتبر هذه القطاعات مصدر دخل رئيسياً للدول.

تعتبر السياحة أحد المصادر الرئيسية لتايلاند، ولهذا نجد الإهتمام الكبير بالقطاع من مختلف الجهات التايلاندية سواء أكانت حكومية أم خاصة بشتى أشكالها وأحجامها.

خلال زيارتي الأخيرة مع أسرتي لتايلاند الأسبوع المنصرم لاحظت الأعداد الكبيرة من الزوار والسياح بمختلف جنسياتهم وثقافاتهم تتوافد إليها. ولكن لماذا قطاع السياحة في هذه الدولة يزداد أهمية ورقياً؟ أهم أسباب سر نجاح تايلاند في السياحة هو جودة الخدمات المقدمة لزوارها وفنادقها الكثيرة المتعددة الفئات ووفرة وسائل المواصلات المختلفة وتعدد مراكز التسوق، بالإضافة لشهرة ورقي وجودة خدمات مستشفياتها بتخصصاتها المتعددة والتي أصبحت تايلاند تشتهر بها.

فبمجرد وصولك لمطاراتها الدولية تلاحظ ذلك من خلال الإبتسامة العريضة. فكل من يستقبلك من موظفي المطارات إلى سائقي مركبات الأجرة إلى موظفي الفنادق والمستشفيات والمطاعم والمحلات التجارية ومقدمي الرحلات السياحية وكل مزودي الخدمات تجده يقدم لك كل ما تحتاجه بابتسامة وكأن الجميع يعمل ضمن فريق واحد مهمته إسعاد ضيوف تايلاند والعمل على راحتهم.

ورغم توفر ما ذكرناه سابقاً، إلا إن أكثر ما يلفت الإنتباه في تايلاند هو السياحة العلاجية ونجاحها في استثمار هذا القطاع بطريقة مميزة حتى أصبحت أحد أهم مصادر الدخل المادي للمؤسسات والأفراد. تشتهر تايلاند بوجود أفضل المستشفيات والعيادات التخصصية باختلاف أنواعها إلا أن الخاصة منها تتفوق على الحكومية بجودة خدماتها ودقة علاجها والمعدات الحديثة والمتطورة المتوفرة فيها، بالإضافة لتوفر فنادق الإقامة في مستشفياتها.

معظم التشخيصات الطبية والحالات المرضية لا تتطلب مواعيد مسبقة والإنتظار لساعات أو أسابيع لتلقي العلاج اللازم. وكل ذلك بأسعار مخفضة ما يجعلها وجهة مغرية لإجراء الفحوصات والعلاج فيها ومن ثم السياحة والترفية والتسوق. كما توفر مستشفياتها مترجمين بمختلف اللغات بما فيها العربية.

وتصدر المجلات الدورية والكتيبات الصحية لمراجعيها محتوية النصائح الطبية اللازمة باللغة العربية. الكل يعمل كخلية نحل شعارهم إرضاء المراجعين والعمل على إسعادهم منذ دخولهم المستشفى وحتى خروجهم وبطريقة مرنة وسلسة من دون أي تعقيدات أو أخطاء.

دولتنا الغالية والحمد لله وباهتمام قيادتنا الرشيدة لا تفتقر لأي من المقومات السياحية بل تتفوق على الكثير من الدول بما فيها تايلاند، لكن للأسف لا تزال السياحة العلاجية عندنا ضعيفة رغم توفر المدن الطبية الحديثة. السبب الرئيسي هو عدم وجود المستشفيات المتميزة ذات الكوادر الطبية المتخصصة والمحترفة والجودة العالية في الخدمات والأجهزة المتطورة التي من شأنها أن تلعب دوراً مهماً في هذا القطاع.

لماذا لا نجلب هذه الأفكار والخبرات كالتي في تايلاند ونطبقها في مستشفياتنا بدلاً من عناء السفر لمواطنينا للعلاج خارج الدولة بدفع الملايين من الدراهم سنوياً؟ وجود مثل هذه المستشفيات لن يخدم مواطني الدولة فقط بل سيلعب دوراً بارزاً ومهماً لجذب مواطني ومقيمي دول مجلس التعاون الخليجي لعمل الفحوصات الطبية وتلقي العلاج اللازم.

هناك العديد من الفوائد الإقتصادية سنستفيد منها بتوفير مثل هذه المستشفيات وأحدها توفير وظائف جديدة بشتى أنواعها لمواطني الدولة. إذاً، ألم يحن الوقت للجهات المعنية أن تقوم بالدراسات الفعلية في إمكانية تحقيق ذلك بما إننا نسعى دائماً أن نكون في المركز الأول؟

Email