وصفة علاجية لمتلازمة الكرسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تطرق الزميل عوض بن حاسوم الدرمكي في مقاله المؤرخ في 23 سبتمبر إلى متلازمة الكرسي وأعراض المديرين المصابين بها من الاستعلاء وتهميش موظفيهم وإحباط وسحق الكفاءات.

في هذه العجالة سألقي الضوء على وصفة علاجية ووقائية في نفس الوقت لعلاج المتلازمة أين ما وجدت ووقاية ظهورها في أماكن أخرى.

1- إن الشعور بالمسؤولية لدى العاملين يتولد من مدى توافر الفرصة للمشاركة في القرار ووضع الأهداف ورسم السياسات ووضع الخطط ونظم العمل.

2- نجاح المنظمة في تحقيق بيئة عمل سليمة يبدأ من جمهورها الداخلي ثم إلى الخارجي وبذلك تكفل المنظمة تحقيق أهدافها.

3- للعاملين مصادر عديدة من المعلومات التي تمثل الإدارة إحداها، وما يثقون به هي تجاربهم الخاصة وعلى الإدارة أخذ ذلك بالحُسبان.

4- إذا كان الموظفون غير راضين عن عملهم فسيجدون طريقة سلبية للتعبير عن مشاعرهم ضد المنشأة وهنا على الإدارة أن تعاملهم كبشر لا كأدوات أو آلات وينبغي على الإدارة أن تشركهم في القرارات وأن تعترف الإدارة بإنجازاتهم وأن تُشعر العاملين بأنهم أعضاء في فريق ويعرفون ما هو متوقع منهم وما تزمع الإدارة إدخاله من تغييرات على النظم والسياسات وأسباب التغيير.

5- إنَّ حاجات ورغبات الموظفين كثيرة بعضها منطقي وبعضها الآخر غير منطقي فدفع رواتب معقولة تضمن حياة كريمة للموظفين وهذا ما يريده الموظفون، وكذلك يجب تطبيق نظام عادل مُجدٍ للحوافز، بحيث يؤدي لزيادة جيدة في تعويضات الموظف تتوافق مع الجهد المبذول. كذلك الأمر بالنسبة إلى التدريب والتعيين والاختيار على أساس موضوعي وتشجيع الموظف على الاشتراك بالأنشطة الاجتماعية والرياضية والثقافية. أما بالنسبة إلى العقوبات فيتعين توافر معلومات صحيحة وعدم التسرع عند اتخاذ القرارات.

6- يتعين على المنظمة إشعار العامل بالاستقرار والأمان، ويتعين منحه مزايا أخرى إضافة إلى مُرتّبه كالتأمين الصحي والضمان الاجتماعي وتوافر المواصلات.

7- على الشركة شرح سياسة المنشأة وإجراءاتها وتفسير القوانين واللوائح الجديدة المتعلقة بنظم سير العمل للعاملين فيها والعمل على إقناع العاملين بأن مصلحة الإدارة ومصلحة الموظفين واحدة وأنه لا يوجد تعارض بين المصلحتين لذا فإنَّ تعاونهم مع الإدارة سوف يؤدي إلى زيادة أرباح الشركة وهذا يؤدي إلى زيادة الحوافز والمكافآت للموظفين وأيضاً يؤثر في الرواتب.

8- يجب رفع الروح المعنوية للعاملين لتقليل معدل غياب الموظفين عن دوامهم، ويؤدي أيضاً إلى زيادة الإنتاجية للموظف وتحسين جودة المنتج النهائي ورفع درجة انتمائه للمؤسسة وذلك يقلل أيضاً من معدل دوران العمل.

9- الاعتراف بإنجازات العاملين ومساهماتهم في مجال العمل وعدم إحباط عزيمتهم بالعبارات المثبطة التي تقتل حماس الموظفين وعدم التقليل من قيمة أي عمل لأي موظف في المؤسسة مهما كان صغيراً أو بسيطاً بل ينبغي إشعار العامل بقيمة عمله مهما كان صغيراً بوضع عمله ضمن سياق العمل الكلي للمنظمة في إنتاج المنتج النهائي، فنجاح المنظمة في تحقيق أهدافها والوصول إلى الغايات التي تطمح إليها نتاج عمل جميع العاملين وليست الإدارة فقط، وينبغي أن يشعر العاملون بذلك ليدركوا أهمية الأعمال التي يقومون بها والتي كانت السبب في نجاح المنظمة، ويتعين تشجيع الموظف على التعبير عن آرائه واتجاهاته وذلك بالاستماع والإنصات للموظفين.

بذلك تكفل المنظمة أو المؤسسة بيئة عمل مستقرة يبحر جميع العاملين بها بدءاً من أقل العاملين خبرة ووصولاً إلى المدير العام في مركب واحد للوصول إلى برِّ النجاح.

10- وأخيرا وليس آخرا، إعطاء الكرسي لقيادات الصف الثاني والثالث هو انعكاس لنجاح المدير في تهيئة عناصر على قدر كاف من المسؤولية وسيترك ذكرى طيبة في نفوس العاملين له. وهنا يحضرني مثال حي قبل عام ونيف عندما تنازل مؤسس شركة ابل " ستيف جوبز" قبل وفاته بكرسيه للمدير الحالي.

 

 

 

Twitter: @drmansoor_anwar

Email