7x7

اضطـرابــات الـرحــلات الجـــويـة (1-2)

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد ساعات من إقلاع الطائرة نبدأ في حساب الوقت المتبقي لموعد الوصول، ويزداد ذلك في الرحلات الجوية الطويلة، وخاصة التي تتجه غرباً مثلاً لأميركا وكندا، أو شرقاً لاستراليا ونيوزيلاندا. ولكن بمجرد وصولنا يبدأ البعض منا في مواجهة صعوبة التأقلم مع التوقيت الجديد في جهة الوصول.

والذي قد يمتد لعدة أيام. ذلك يؤدي إلى عدم استطاعة النوم، وعدم القدرة على السيطرة في القراءة أو قيادة السيارة، وقد تصل إلى عدم القيام بالاجتماعات كما كان مخططا لها، ما يؤدي إلى هدر الأموال وخسارة بعض الفرص الاستثمارية. إذاً ما هي أسباب اضطرابات الرحلات الجوية الطويلة أو ما تسمى "جت لاك" أو إرهاق السفر؟ وما هي الأعراض الناتجة عنها؟ وما هي الخطوات التي يجب علينا اتخاذها لتجنب ذلك أو على الأقل التقليل منه؟

هذا النوع من الاضطراب ناتج عن الفسيولوجية التي تنتج عن تعديلات في إيقاعات الساعة البيولوجية في الجسم الناتجة عن السفر الجوي على الطائرات النفاثة لمسافات طويلة (بين الشرق والغرب أو بين الغرب والشرق)، وهي مشابهة للتي تحدث نتيجة العمل بنظام الورديات وتستمر لعدة أيام حتى يتعود الشخص بالكامل على المنطقة الزمنية الجديدة. تنتشر هذه الاضطرابات بكثرة عند الطيارين وأطقم الطائرات والمسافرين الكثيري الأسفار. هناك لوائح دولية تتبعها شركات الطيران لمساعدة أطقمها للتغلب على التعب الناتج عن هذه الاضطرابات.

عند السفر عبر عدة مناطق زمنية متعددة تكون الساعة البيولوجية للجسم خارج التزامن مع وقت جهة الوصول وتمر من خلال النهار والظلام متعارضاً ما اعتاد عليه الجسم سابقاً للنمط الطبيعي ويكون خارج إيقاعات الوقت الذي اعتاد عليه في تناول الطعام والنوم ودرجة حرارة الجسم، وبالتالي فإن هرمونات الجسم لم تعد تتوافق مع البيئة الجديدة.

ولا لبعضها البعض في بعض الحالات، مما يؤدي إلى عدم إمكانية إعادة ترتيب هذه الإيقاعات على الفور. في أحد أبحاثها أوضحت وكالة ناسا الأميركية أننا نحتاج ليوم واحد عن كل ساعة في كل منطقة زمنية واحدة للعودة إلى الإيقاع العادي الخاص بنا ومستويات الطاقة الطبيعية. يعني إذا كان فرق التوقيت سبع ساعات، فنحتاج إلى سبعة أيام للعودة إلى وضعنا الطبيعي.

الأعراض الناتجة عن اضطرابات الرحلات الجوية الطويلة متنوعة جدا، وهذا يتوقف على مقدار تغيير المنطقة الزمنية والوقت والفروق الفردية. وقد تشمل الصداع والتعب، والأرق والتهيج، والاكتئاب الخفيف، والإمساك أوالإسهال، والارتباك وعدم التركيز، حيث يضطر الواحد منا في بعض الحالات، على سبيل المثال، إلى الذهاب إلى باب غرفة الفندق لأكثر من مرة للتأكد من غلق الباب من عدمه.

كما أن الهواء الجاف على متن الطائرة قد يسبب تهيج الأنف، وجفاف الجلد، وزيادة إمكانية التعرض لنزلات البرد والسعال والتهاب الحلق والانفلونزا. بالطبع هذه الأعراض، وخاصة عدم التركيز، غير محببة أومرغوب فيها، خاصة في اجتماعات رجال الأعمال والمهمات الرسمية. وللحديث صلة الاثنين المقبل.

Email