7x7

ثقـافة الـطرق

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتقد الكثير منا ان استخدام الطائرات للسفر يعتبر أقل أمناً مقارنة باستخدام المركبات، إلا أن الإحصائيات تثبت عكس ذلك تماماً، حيث ان عدد حوادث المركبات عالمياً يفوق حوادث الطائرات.

كما ان إمكانية وفاة الركاب بالمركبات أكثر من الطائرات بكثير. أغلب الدراسات توضح لو أن أحداً سافر لمسافة ألف ميل بالطائرة سوف تكون نسبة إمكانية الوفاة واحدا لكل مليون وأربعمئة شخص. في حين لو أن نفس الشخص سافر نفس المسافة بالمركبة فسوف تكون نسبة الوفاة واحدا لكل ثلاثة وستين ألفاً.

لو دققنا في حوادث السيارات في الإمارات وعدد الأشخاص الذين يفقدون جراء هذه الحوادث سنوياً ستكون الأرقام مذهلة حيث تشير الإحصائيات في العام المنصرم عن 6700 حادث، وبلغت الإصابات 7808، والوفيات 720، أي بمعدل وفيتين يومياً. هذه الأرقام للأسف لاتمثل رغبة الجهات المختصة التي تسعى دائماً وبشتى الوسائل الى خفض عدد الحوادث. للأسف في الإمارات قلما نجد عائلةً إلا وفقدوا عزيزا عليهم بسبب حوادث الطرق.

لكن لماذا لا نجد عدد الحوادث تقل كما ينبغي وكما نتمنى ونخطط؟ في كل يوم نجد العديد من الحوادث أمامنا و نسمع عن العديد من الوفيات ولأسباب مختلفة يكون بعضها تافهاً أحياناً ويمكن تلافيه رغم إيماننا بقضاء الله وقدره. لا أعتقد سيختلف اثنان على أنه رغم تعدد الأسباب إلا أن السبب الرئيسي لمعظم هذه الحوادث هو وللأسف قلة الوعي بالسلامة لدى السائقين. هذا يكبد الدولة ملايين الدراهم خاصة في أرواح أبنائها التي تهيئهم منذ الصغر لخدمتها والمشاركة في تقدمها وتميزها.

عندما نسافر خارج الدولة وخاصة للدول الغربية، أوروبا وأميركا الشمالية واستراليا مثلاً، نجد اننا نتعلم ونتقيد بثقافة الطرق والالتزام بها. ولكن بمجرد رجوعنا للدولة نتجاهل هذه الثقافة ونبدأ في تجاهل أبسط قواعد السير والمرور، مما يؤدي إلى قيام البعض منا بتصرفات وسلوكيات في الطرق لاتعكس بتاتاً التقدم الحضاري الذي منهُ الله على دولتنا.

حيث يعتقد البعض بل يؤمن بأن الطرقات ملكٌ لهم ويسمحون لأنفسهم بالسرعة الجنونية والتجاوز على كتف الشارع وتجاوز الإشارة الحمراء وعدم الالتزام باستخدام حزام الأمان وعدم ترك مسافة كافية بينهم وبين المركبات الأمامية وإزعاجهم بتنبيههم بالمصابيح وماشابه ذلك.

في أحد أيام رمضان المنصرم وأثناء رجوعي من صلاة التراويح الساعة 12 ليلاً في احدى مدن غرب أميركا ورغم قلة المركبات آنذاك أعجبني تقيد السائقين بالسرعة المحددة في الأحياء السكنية، حيث كانت 40 كم. إنه فعلاً احترام للقانون باختلاف أعمار السائقين وبغض النظر عن وجود الشرطة من عدمه. السؤال الذي يطرح نفسه أين البعض منا من هذا التقيد؟

إنه فعلاً أحد انواع الرقي والاحترام. فمتى سنرتقي إلى هذه العقلية؟ وكم جيل سيمضي حتى نصل لهذا التمني؟ وكم من الأرواح ستزهق؟ وكم من المال الخاص والعام سيهدر حتى نصل لهذا الحلم؟ أسئلة سنحتاج لسنوات لفك طلاسمها والإجابة عنها.

Email