الســلامـة أولاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

السلامة أولاً، عبارةٌ نرددها دائماً في أوقات ومناسبات مختلفة، لكن للأسف لا يعي الكثير منا أهمية هذه الجملة والعمل على تطبيقها في مختلف جوانب الحياة، ومنها عند ركوبنا الطائرة والاستعداد للإقلاع. الاستماع إلى تعليمات السلامة هو الشيء المفترض أن يفعله الركاب على متن الطائرات قبل الإقلاع، لأنه في حال حدوث شيء، لا قدر الله، يجب عليهم معرفة ما يجب فعله.

للأسف هناك فئة ليست بقليلة من الركاب لا تعي أهمية تعليمات السلامة قبل الإقلاع، حيث تجدهم مشغولين في سوالف جانبية، لا تحلو لهم إلا في هذا الوقت بالذات، أو مشغولين بقراءة الجرائد والمجلات، لا مبالين للاستماع لتعليمات السلامة رغم أهميتها.

خلال الفترة من سبتمبر 1997 وحتى يونيو 1999، قام المجلس الوطني لسلامة النقل في أميركا بالدراسة والتحقيق في 46 من عمليات الإخلاء في حالات الطوارئ والحوادث لـ18 نوعاً من الطائرات التابعة للناقلات الأميركية آنذاك. وتطرقت الدراسة إلى إصغاء وإدراك وفهم الركاب لتعليمات السلامة على متن الطائرات.

 وكانت نتائج الاستبيان الذي أرسل لركاب 18 رحلة من الـ46 حالة بأن 52% من 457 راكباً، الذين أجابوا على الاستبيان، أفادوا بأنهم شاهدوا نصف أو أقل من تعليمات السلامة متعذرين بأسباب مختلفة. في حين أفاد حوالي 39% منهم بأن التعليمات كانت مفيدة واستفادوا منها خلال قيامهم بإخلاء طائراتهم، خاصة معرفتهم المسبقة بمخارج الطائرة.

من المعروف بأن كل رحلة آمنة تبدأ بالتخطيط الجيد الذي يبدأ باتخاذ إجراءات الإحاطة التي تعتبر جزءاً مهماً من إعداد الرحلة. واتخاذ هذه الإجراءات لا ينطبق فقط على طاقم الطائرة لكن الأهم هم الركاب الذين يجب أن يكونوا على قدر كبير من الوعي والمسؤولية للإصغاء بحذر لتعليمات السلامة سواء التي تقدم تقليدياً من خلال طاقم الطائرة أو التي تعرض بواسطة شاشات التلفزة المتوافرة أمام الركاب.

الدراسة آنفة الذكر أوضحت أن 31 من 46 حالة كانت عمليات إخلاء عشوائي من دون تخطيط مسبق. واتضح أيضاً أن 24 من عمليات الإخلاء غير المخطط لها كانت نتيجة لحدث وقع خلال مراحل تحرك الطائرات باتجاه المدرج أو إقلاع أو هبوط الطائرات.

رغم المحاولات والتقنيات المستخدمة خلال السنوات الأخيرة لتطوير اهتمام الركاب بتعليمات السلامة على متن الطائرات، لا زالت نسبة كبيرة من الركاب مستمرة في تجاهل أهمية الإصغاء لهذه التعليمات. وتزداد أهمية هذه التعليمات للركاب الذين يتهافتون على الجلوس إلى جانب مخارج الطائرات، حيث ربما تكون عليهم مهام إضافية خلال عمليات الإخلاء في حالات الطوارئ.

عادةً ذعر الركاب يكون نادراً في الثواني القليلة الأولى من عملية الإخلاء، حيث يسيطر السلوك العادي وهو البقاء في مقاعدهم والانتظار لأي شخص للقيام بأي ردة فعل ليتم تطبيقها. لذلك، ليس فقط طاقم الطائرة، بل حتى المسافرون مطالبون دائماً بأن يكونوا على استعداد لشيء ليس من المرجح أن يحدث. رحلة آمنة وسعيدة.

 

Email