مطــارات المـسـتقبــل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتطور عجلة الحياة في جميع مجالاتها يومياً نحو الأفضل، وينعم الإنسان من هذه التطورات والاختراعات حتى يكون مستقبله أكثر تقدماً وأماناً. ومن هذه التطورات عالم الطيران الذي نجده يسعى لتوفير أفضل وسائل النقل الجوية وأفضل الأجهزة تقنياً لخدمة الركاب.

المطارات جزء مهم من هذه السيمفونية المستقبلية التي تسعى شركات الاستشارات الهندسية وبيوت الخبرة بتوفيرها والعمل على تطويرها هندسياً وتقنياً للأجيال القادمة، حيث إنها في عمل متواصل لتصور مطارات المستقبل والعمل على تحقيقها.

الشركات المتخصصة في مجال تطوير المطارات والسفر العالمي تقوم بعدة اختراعات لتطوير أنظمة جديدة لمطارات المستقبل، وذلك بالتغلب على نقاط الضعف في تجارب الركاب في مطارات اليوم.

هذا من شأنه أن يرسم الطريق التي ستقوم المطارات من خلالها بإعادة تصاميمها وطريقة إنشائها وإدارتها في الأعوام القادمة، مما سيؤدي بالطبع إلى اكتشاف موارد مالية جديدة لمطارات المستقبل، وبالتالي تعزيز العوائد المالية المعمول بها حالياً في طرق توفير الإيرادات المالية التقليدية للمطارات والتي تنقسم إلى المباشرة المعنية بحركة الطائرات والإيرادات غير المباشرة المتعلقة بالأنشطة الأخرى.

مطارات المستقبل والتي بدأت بعض الدول بالعمل على تصاميمها ودراسة تطبيقها، تعتمد على ما يسمى بالمدن الصغيرة، وهي كيان مستقل ومكتف ذاتياً يضم جميع خدمات مراكز التسوق وبيع التجزئة والترفيه والحدائق والمطاعم، وإتاحتها لغير المسافرين أيضاً.

كما يضم نماذج مختلفة من السكن والمدارس والجامعات والعيادات والمستشفيات المتخصصة وكل ما يتعلق من خدمات بحيث يستغني الفرد عن الخدمات خارج المطارات. ستكون لهذه المدن، التي يتوقع أن يقطنها مئات الآلاف من الأشخاص، محطات توليد الطاقة التي تحتاج لها وبالتالي ستكون كأنها دول مستقلة بذاتها.

مدن المطارات ستكون امتداداً متكاملاً مع المدن المحيطة بها, من خلال تقديم أفضل ما توفره البيئة المحلية من منتجات ثقافية وتاريخية وتجارية والعمل على الإمكانية في زراعة ما تحتاجه من غذاء. وستقوم مدن المطارات بجعل السفر أكثر راحة وأماناً بحيث يتم تطوير مفاهيم وإجرات السفر وتطبيق السفر الإلكتروني بالاعتماد على المسافرين بأدائها من خلال تواجدهم في منازلهم ومكاتبهم من خلال شبكات إلكترونية للمطارات وشركات الطيران وشركات السفر المتخصصة.

تقود دولتنا الغالية، وبرؤية قيادتنا الرشيدة، دول العالم في تطبيق مفهوم مدن المطارات، حيث تستثمر الدولة المليارات من الدراهم من أجل بناء مدن المطارات، كمطار آل مكتوم الدولي، مراهنة على النمو الكبير والسريع في حركة المسافرين التي تقودها ناقلاتنا الوطنية مما سيجعلها مركزاً عالمياً لقطاع السفر الجوي.

* خـبيــر ومسـتشــار في قـطــاع الطيــران

Email