بيونغيانغ لا تخيف الشباب الكوري الجنوبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أسفل التل من مهبط لطائرات سلاح الجو الكوري الجنوبي في جزيرة يونبيونغ يقبع صالون الحلاقة التابع للقاعدة جوية، والمكسو بالزجاج. وكان صالون الحلاقة هذا واحدا من نحو 30 مبنى تعرضت للتلف أو الدمار في هجوم صاروخي من كوريا الشمالية في نوفمبر من عام 2010. وقد أصبح الآن متحفاً من نوع ما.

ولعلكم تعتقدون أن كوريا الجنوبية تبقي على هذا الموقع وغيره من مواقع الهجوم المحفوظة بعناية من أجل إقناع زائريها من زعماء العالم بغدر كوريا الشمالية. ولكن لا، فالجمهور الأساسي هو في الحقيقة الكوريون الجنوبيون، وخصوصا الشباب منهم، الذين يشكلون ما يقرب من ربع السكان، وينظرون إلى صراع كوريا الشمالية باعتباره قطعة أثرية من الماضي لا صلة لها بهم.

وتواجه كوريا الجنوبية مشكلة جديدة. فمنذ نهاية الحرب الكورية قبل 60 عاما تقريبا وجميع الأنظار تتركز على كوريا الشمالية، باعتبارها موطنا لدولة مسلحة نوويا ومولعة بالقتال وعدائية، لم تقر قط بحق كوريا الجنوبية في الوجود.

إلا أن كوريا الجنوبية، في غضون ذلك، نمت لتصبح دولة ناجحة ومزدهرة من دول العالم الأول، تتمثل أكبر صادراتها في أشباه المواصلات والهواتف المحمولة والسيارات. ويقرب متوسط دخل الفرد فيها من 32 ألف دولار، وهو آخذ في الارتفاع. لذا فإن أبناء ثالث جيل كوري جنوبي منذ الحرب الكورية "لم يعودوا مهتمين بالفعل".

وجلس خمسة طلاب جامعيين إلى طاولة للمؤتمرات لمناقشة كوريا الشمالية والقضايا المتعلقة بها معي. فوضع كل منهم هاتفه الذكي بصورة عرضية على الطاولة. ونزع اثنان منهم سماعات الأذن لدى دخولهما الغرفة. وقال جيسو تشوي، وهو طالب في السنة قبل الأخيرة يدرس علاقة كوريا بالهند، إن معظم شباب كوريا الجنوبية "لا يريدون إعادة التوحيد". وأضاف: "إننا نراهم شعبا مختلفا في بلد مختلف. ونحن لم نعد نشاركهم أي شيء في الواقع."

لذا فإن الشباب يقولون تجاهلوا كوريا الشمالية فحسب لكي نتمكن من المضي قدما في حياتنا.

وهذا الموقف السائد على نطاق واسع أعطى الجيش والحكومة مهمة جديدة. ففي قاعدة عسكرية أخرى، بالقرب من سيؤول، أقامت البحرية بعناية معرضا لتشيونان، وهي سفينة حربية كورية جنوبية نسفتها غواصة كورية شمالية وأغرقتها في مارس من عام 2010. ويستند الحطام الآن إلى قوائم حديدية ترتفع 20 قدما عن سطح الارض. ويظهر نصفا السفينة، اللذان فصلهما الطوربيد، أحشاء السفينة المتشابكة.

وقال الملازم الثاني ايونجي جانغ: "إن ذلك يهدف إلى رفع مستوى وعي الشعب الكوري بالقضايا الأمنية." وقال ضابط آخر إن الجمهور الرئيسي يتمثل في "ألوف الطلاب والجنود الشبان" الذين يتم إحضارهم إلى هنا لرؤية الحطام.

وتعتمد كوريا الجنوبية نظام تجنيد إلزامي للشباب، لا يحظى بأي شعبية.

وبنبرة يائسة، قال إيل تشان كانغ، الذي يبلغ من العمر 20 عاماً، ويوشك على أن يتم تجنيده: "إنني لا أريد الذهاب. فمعظم من هم في مثل سني لا يكترثون لكوريا الشمالية ولا للتوحيد، وكذلك الأمر بالنسبة لي."

وهنا في الجزيرة، قال بارك إيسونغ، وهو ملازم في البحرية: "إننا نحتاج إلى ترسيخ العقلية السليمة في المجندين الجدد. فشبابنا لا يعون الوضع الكوري الشمالي والجنوبي." وهنا، أيضاً، قال الناطق باسم القاعدة العسكرية: "إننا نحضر العديد من الجنود الشباب إلى هنا لنجعلهم يفهمون حقيقة أن كوريا الشمالية هي العدو حقا. فمعظمهم لم يكن يعرف هذه الحقيقة، وفوجئ بها".

وحول هذه الجزيرة، لا يزال كل مبنى تضرر خلال الهجوم يحمل علما أحمر كبيرا. ويقيم بعض الأشخاص الذين فقدوا منازلهم في منازل جاهزة لكي يمكن عرض منازلهم السابقة للشباب.

ومع ذلك، فإن كوريا الشمالية عندما وجهت تهديدا آخر من تهديداتها العدوانية أخيرا، زاعمة أنها ستتخذ "اجراءات خاصة" لتحويل حكومة كوريا الجنوبية إلى رماد، اعترفت شابة مبتهجة في السابعة والعشرين من عمرها بأنها لاحظت ذلك. فقالت مبتسمة: "لقد نشرت ذلك على صفحتي في (الفيسبوك) لكي يتمكن أصدقائي من الاطلاع عليه."

Email