مطـاراتنـا وتـرويـج ثقـافـتنـا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتنافس الدول بمستوى خدماتها وتطورها ويأتي من ضمن هذا تصاميم وخدمات مطاراتها الحديثة. وتتفاخر المطارات بالخدمات والتسهيلات التي تقدمها لمستخدميها حتى أصبحت تحتوي على العديد من الإبداع والتميز لخدمة شتى أنواع المجتمع. وتأتي هذه الأهمية كون المطارات الوجهة الأولى والأخيرة للزوار مما يعكس رقي البلد وتقدمه.

لكن هناك مطاراً يختلف عن بقية المطارات الحديثة حول العالم، بما فيها مطاراتنا، وهو مطار إنشيون الدولي في كوريا الجنوبية الذي يصنف من قبل مجلس المطارات الدولي كأفضل مطار في العالم.

المطار مزود بأفضل المعدات والبرامج وطرق الإبداع المختلفة التي ميزته عن معظم بقية مطارات العالم. ورغم توفر بعض هذه الخدمات في المطارات الأخرى، إلا إن طريقة تقديمها فيه تعتبر مميزة ومن ضمنها البوابات الإلكترونية التي تسمح بدخول الكوريين إلى المطار باستخدام جوازاتهم أو بطاقاتهم.

كما يستطيع المسافرون الوصول إلى الجهة المطلوبة من خلال لوحة إلكترونية توضح الوجهة والمسافة والوقت، بالإضافة لمكان لألعاب الأطفال مع مراحيضهم وقاعات السينما وقاعات متكاملة لذوي الاحتياجات الخاصة.

بالطبع لا تلفت تلك الخدمات في المطار الكوري الانتباه بقدر الاهتمام الكبير للمطار بترويج الثقافة الكورية للركاب، من خلال مرور فرق مرتدية الزي الكوري القديم كل ثلاث ساعات في مبنى الركاب وأخذ الصور التذكارية معهم.

كما تروج الثقافة في المطار بتوفير مكان مختص بتشجيع الركاب، بمن فيهم الصغار، بعمل تصاميم للحرف التقليدية من خلال تبني وزارة السياحة الكورية لذلك. والأهم، وجود متحف في المطار يعرف الركاب بالثقافة الكورية بكل جوانبها، بما فيها الملابس الشعبية والأكلات التقليدية والمخطوطات وبعض القطع الأثرية الكورية.

صحيح إن مطاراتنا والحمد لله متقدمة وحديثة، ليس فقط على المستوى الإقليمي بل العالمي، لكن ذلك لا يمنع من الاستفادة من تجارب الآخرين، وخاصة فيما يتعلق بترويج الثقافة والعادات والتقاليد الإماراتية وهويتنا الوطنية، للركاب القادمين والترانزيت.

 وبما أن ركاب الترانزيت يمثلون أكثر من 60% من مجموع ركاب مطارات الدولة، تزداد أهمية تكاتف الجهود ما بين المطارات والمجلس الوطني للسياحة والآثار والجهات المعنية الأخرى، ليس فقط بتبني مثل هذه الأفكار، بل العمل على دراسة أفكار جديدة وباستخدام تقنيات حديثة للترويج لثقافتنا وخاصة الحياة التي عاشها أجدادنا في مرحلة ما قبل النفط، وما وصلت له الدولة من تطور ورخاء، بفضل اتحادنا بقيادة مؤسس دولتنا ووالدنا المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

Email