التأثيــرات الاقتصاديـة للمطـارات

قبل سنة، وبينما كنت مسافراً من أحد مطارات الدولة، وقبل إقلاع الطائرة وبينما نحن نتجه من ساحة وقوف الطائرات إلى مدرج المطار، سألني صديقي الذي كان يجلس بجانبي وهو ينظر إلى مبنى المطار قائلا: "لماذا ومنذ كنت طفلا وأنا أسافر من هذا المطار وأعمال الصيانة والتطوير والتوسعة لا تتوقف؟".

طبعاً كانت إجابتي له بأن ذلك يدل على النمو المتسارع في قطاع الطيران في الدولة وضرورة مواكبة مطارات الدولة لهذا النمو والعدد الهائل من الطلبيات للطائرات الجديدة من قبل الناقلات الوطنية التي تتخذ من مطارات الدولة مراكز رئيسية لرحلاتها.

من هذا المنطلق تستضيف الإمارات العديد من المؤتمرات والمعارض المختصة بالمطارات. أبرزها كان معرض المطارات الذي استضافته دبي الإسبوع الماضي في دورته ال 12 والذي يعتبر من أهم وأبرز معارض المطارات في العالم في ظل وجود 210 عارضين من 32 دولة، عرضوا أفضل وأحدث الحلول والمنتجات والتقنيات الخاصة ببناء وتشغيل المطارات. تزداد أهمية المعرض في الوقت الذي من المتوقع أن تنفق دول منطقة الخليج العربي نحو 365 مليار درهم على توسعة مطاراتها خلال السنوات العشر المقبلة.

في الإمارا ت فقط حجم الاستثمار في تطوير المطارات من المتوقع أن يصل الى 100 مليار درهم خلال السنوات الخمس القادمة، تلبية للأعداد الهائلة من الركاب. رغم مبالغة واختلاف بعض الدراسات في عدد الركاب المتوقع مناولتهم في المطارات الخليجية خلال السنوات الخمس القادمة إلا إنه لن يقل عن 150 مليون راكب. تأتي في مقدمة المطارات الخليجية نمواً مطارات دبي وأبوظبي والدوحة، خاصة في ظل تمركز شركات طيران الإمارات والاتحاد والقطرية تباعاً في هذه المطارات.

تعتبر المطارات من أهم الأصول القيمة في البنية التحتية الحيوية لأي دولة وتعتبر من المكونات الهامة في شبكة النقل في البلاد، حيث إنها تعزز حركة الناس والبضائع والخدمات في جميع أنحاء الدولة وحول العالم. كما تساهم المطارات بشكل كبير في الاقتصاد الوطني حيث تعتبر محركات اقتصادية تدفعه في العمل على نحو أكثر فعالية وكفاءة خاصة في نمو فرص العمل والناتج الاقتصادي في جميع أرجاء الدولة.

للمطارات تأثيرات اقتصادية مباشرة وغير مباشرة. ومن ضمن التأثيرات المباشرة المتولدة في شراء السلع وخدمات الطيران في المطار، وأعمال البناء والإنشاء في المطار، والإنفاق من قبل الركاب المسافرين على شركات الطيران التي تستخدم خدمات المطار، والأنشطة المتعلقة بالفوائد المرتبطة مع الإدارات الحكومية والشركات الخاصة المتواجدة في المطار، التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بتوفير خدمات الطيران.

تتضمن التـأثيرات الاقتصادية للمطارات أيضاً توفير فرص العمل والمرتبات، والإنفاق من الشركات، مثل شركات الطيران وشركات الشحن والطيران الخاص ومدارس تعليم الطيران، وخدمات المناولة الأرضية، وتأجير السيارات، والفنادق داخل المطار، وبائعي التجزئة، والمواد الغذائية، وإدارة المطار، وموظفي العمليات، والإدارات والأقسام الحكومية الأخرى، في استخدامها للخدمات المختلفة التي يقدمها المطار. كما توجد تأثيرات مضاعفة تنتج عن إعادة تدوير وإعادة الإنفاق من الإيرادات التي يتم الحصول عليها من التأثيرات المباشرة للمطار.

إعادة الإنفاق قد تحدث عدة مرات عندما تنفق الشركات هذه الإيرادات على النفقات التجارية وعندما ينفق الموظفون على السكن والغذاء والخدمات المختلفة. ينجم عن ذلك الزيادة في المرتبات وفرص العمل في مختلف مجالات الاقتصاد الوطني ما يزيده قوة ومتانة.