خدمـات المطـارات الخلـيجيـة

يعتقد الكثير منا عندما نسافر جواً بأن جميع الخدمات يقدمها المطار فقط، في حين تقوم أكثر من جهة بذلك سواء كانت حكومية أو خاصة، ومن ضمن هذه الجهات هي شركات أو إدارات الخدمات الأرضية في المطارات التي تقوم بمناولة الطائرات سواء كانت رحلات ركاب أو شحن، من وقت وصولها وحتى مغادرتها ارضية المطار. العديد من شركات الطيران تتعاقد مع إدارة المطار أو وكيل المناولة أو حتى مع شركة طيران أخرى للقيام بالمناولة الأرضية لطائراتها التي تتطلب السلامة والسرعة والكفاءة والدقة في إنجاز المناولة رغبة في تقليل وقت وجود الطائرة على ارض المطار وبالتالي الاستخدام الأمثل للطائرة. في بعض الدول كأمريكا تقوم شركات الطيران بإنشاء شركات تابعة لها لمناولة رحلاتها في المطارات التي تتمركز فيها أو التي تطير إليها بكثرة، في حين في بعض الدول الأخرى تقوم شركات الطيران بالاعتماد على شركات مناولة أخرى.

الاتفاق بين شركات الطيران والمناولة الأرضية يعتبر بديلا أرخص على المدى القصير وذلك باستخدام الاتفاق الموحد للمناولة الأرضية الذي يتم تحديثه وإعادة نشره من وقت لآخر من قبل "أياتا"، حيث يتضمن الاتفاق الرئيسي وملحقين، الأول خاص بوصف الخدمات، والآخر بالخدمات التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين ورسومها، حيث يتم تقديم الخدمات المتاحة في حدود إمكانيات الشركة المناولة وما هو معمول به من قبل "أياتا" أو المنظمة الدولية للطيران المدني أو غيرها من القواعد والأنظمة والإجراءات الخاصة بهذا الشأن. تتضمن الخدمات الأرضية تمثيل شركة الطيران والإدارة والإشراف على الرحلة، وإنهاء إجراءت المسافرين، وتفريغ وشحن البضاع والبريد، ومناولة الطائرة، وخدمات الدعم، والأمن، والمساعدة في صيانة الطائرة في حالة الأعطال، والتنسيق مع عمليات الطيران.

في إبريل 1978 قامت مطارات الخليج العربي ببادرة فريدة بإنشاء اتحاد خدمات مطارات الخليج العربي، الذي يتكون من إدارات المطارات والشركات الحكومية والخاصة التي تقدم خدمات مناولة الطائرات في المطارات الخليجية، والذي يعقد عدة اجتماعات وورش عمل سنوية، تهدف الى تدريب الكوادر البشرية والتشاور والتنسيق ومناقشة التعاون بين شركات المناولة الأرضية في مطارات المنطقة، من أجل الرقي بمستوى هذه الخدمات. تزداد أهمية الاتحاد بعد أن أصبحت منطقة الخليج العربي مركزاً عالمياً للطيران، نظراً للزيادة المضطردة في حجم الركاب والشحن والأعداد المتزايدة من الطائرات الحديثة. الاتحاد أثبت نجاحه من خلال مستوى الخدمات المقدمة لشركات الطيران والشحن والركاب حتى أصبحت مطارات المنطقة، خاصة مطارات الدولة، ق دوة يحتذى بها في جودة خدماتها وأحدث الأجهزة المستخدمة فيها. هذه المبادرة لم تؤد الى مواكبة مطارات الخليج للمطارات العالمية فحسب، بل أصبحت تتفوق عليها ويضرب بها المثل في التميز والريادة، حيث إن نجاحها أصبح يلعب دوراً رئيسياً في نجاح وتفوق قطاع الطيران في المنطقة.